من أجل خدمة أفضل وأسرع للمواطن، ومن أجل توظيف التكنولوجيا الحديثة واستغلالها لمسايرة العصر المتحول بسرعة نحو الفتوحات العلمية الحديثة؛ من مبتكرات وإبداعات لم تحدث تغييرا على الحاجة في حد ذاتها، بل امتد تأثيرها إلى تغيير أساليب الحياة عند الإنسان وضبطه مع المستجدات العلمية الحديثة، ومما دخل حياة الإنسان وأدخل عليها تغييرا جذريا، الرقمنة في نظام الإدارة الإلكترونية، وهذا ما جعل المجلس الأعلى للغة العربية يسخر طاقته لهذا الموضوع من خلال يوم دراسي تحت عنوان ''المحتوى الرقمي بالعربية في نظام الإدارة الالكترونية''، ويصدر المجلس أشغال هذا اليوم في كتاب جمع فيه الدراسات والبحوث التي دارت حوله. الكتاب الذي صدر مؤخرا، يحتوي على موضوعات ذات اهتمام واسع سواء تلك التي تشتغل على هذا الجانب أو التي تحاول الإطلاع على هذه التجربة ''المحتوى الرقمي بالعربية في نظام الإدارة الالكترونية''، ومن الموضوعات التي توزّعت على صفحات هذا الكتاب، نجد مداخلة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة ''المحتوى الرقمي بالعربية في الجزائر''، حيث أشار الدكتور إلى تقدّم المواقع العربية ضمن المواقع المائة الأكثر تصفحا في الجزائر، داعيا في نفس الوقت المختصين إلى العناية بمثل هذه الإحصائيات التي تشير إلى انتشار العربية، واستغلالها في تحسين المحتوى الرقمي العربي الجزائري. وقال رئيس المجلس: ''إن المحتوى الرقمي تتنوع أشكاله من نصوص ومستندات وصور ومقاطع فيديو، يستفاد منها في تقديم خدمات التعلم والتعليم، والإعلام والاتصال والتواصل الإجتماعي بين الأفراد والشعوب، وكذا خدمات التجارة الإلكترونية والخدمات الحكومية''. ومن الفوائد المحصلة من الخدمات الإلكترونية في الإدارة، أن هذه الأخيرة تجعل المواطن يحصل على ما يريد بشكل حر وغير مكلف، باعتبار أن هذه الإدارة تزيل الحدود التنظيمية بين المؤسسات وتوحّد تقديم الخدمات، وتنسق المعلومات بين المصادر الحكومية المختلفة، وهذا كله يندرج في هدف مفاده التفاعل والتبادل بين الحكومة وقطاع الأعمال، بين الحكومة والمواطن، بين الإدارة المحلية والمواطن وبين الدوائر الحكومية نفسها. وقد احتوى الكتاب على دراسات ومداخلات في الموضوع الذي طرح للبحث، ومن المداخلات كلمة السيد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي. كما نجد من الموضوعات المطروحة ''إشكالية المحتوى والفجوة الرقمية في العالم العربي''، للأستاذة حسينة عليان، و''الإرتقاء باللغة العربية في وسائل الاعلام الإلكترونية'' لإدريس قديدح بالاشتراك مع عبد الرحمن حموش، كما تم تقديم ''المجلة التقنية'' من قبل يوغرطة بن علي. أما الأستاذ جيلالي حنيفي مفتش في التربية والتكوين في مادة الرياضيات، فقد بحث في ''إسهامات المحتوى الرقمي باللغة العربية، أرضيات التعليم الإلكتروني باللغة العربية''. وتناول الأستاذ طه زروقي من المدرسة الوطنية للمعلوماتية الجزائر ''تعريب أسماء مواقع الأنترنت حقيقة واقعة''. وقد يجد المتصفّح لهذا الكتاب عدة موضوعات منها ''البوابة الالكترونية للجزائر: خطوة نحو الحكومة الالكترونية'' و''خدمات البلدية الإلكترونية'' و''أهمية المعالجة الآلية للغة العربية في نظام الإدارة الالكترونية''، إلى جانب برمجية لتعليم اللغة العربية''، وغيرها من الموضوعات التي احتوى عليها الكتاب. الكتاب من القطع العادي ويتوزع على 681 صفحة، بما فيها الفهرس والملاحق والكتاب، من إصدارات المجلس الأعلى للغة العربية.