تنظم المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم اليوم، لقاء مع المسؤولين المحليين وأعيان ولاية غرداية لتوسيع دائرة الحوار والتشاور حول القضايا والمشاكل التي تعاني منها المنطقة، لإيجاد حلول سلمية لها قصد تهدئة الأوضاع ومعرفة الأسباب الخفية التي تقف وراء أعمال العنف والاحتجاجات التي تتعرض لها المنطقة من حين لآخر. أكدت السيدة فاطمة الزهراء بوصبع الأمينة العامة للمنظمة، أن هذا اللقاء الذي سيدوم يومين سيخصص لدراسة الأوضاع في ولاية غرداية من خلال لقاء مختلف الفاعلين على المستوى المحلي من منتخبين، ممثلي المجتمع المدني، وكذا أعيان وعقلاء المنطقة العارفين بشؤون المجتمع والشباب. ويبقى الهدف من مباشرة خرجات المنظمة التي استلمت اعتمادها في شهر نوفمبر الماضي من الاغواطوغرداية، العمل على تسطير مخطط توعوي وتحسيسي لامتصاص الغضب ومعرفة انشغالات الشباب والسكان، لعرضها على الجهات المسؤولة كلما أتيحت الفرصة للتكفل بها، تجنبا لانعكاسات حالات الغضب التي عادة ما تؤدي الى الفوضى وأعمال الشغب. وأضافت الأمينة العامة للمنظمة في تصريح ل ''المساء'' على هامش الندوة التي عقدتها بمنتدى جريدة المجاهد بالجزائر أمس، أن منظمتها عبارة عن همزة وصل بين الشعب والسلطة لإيجاد حلول لبعض المشاكل وتسوية النزاعات عن طريق التعاون والحوار، لإخماد نار الفتنة واحتواء الغضب قبل أن يتولد العنف لتجنب حالات اللااستقرار والانفجار الاجتماعي. وأكدت المتحدثة، أن منظمة ترقية ثقافة السلم سطرت برنامجا يشمل عدة مشاريع سيتم الإعلان عنها مستقبلا، وهي عبارة عن مشاريع ثقافية واجتماعية لفئة الشباب لمحاربة ظاهرة العنف الدخيلة على المجتمع الجزائري. وهو السياق الذي اعتبرت من خلاله المتحدثة أن عمل منظمتها سيكون مكملا لتدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي صوت عليه الشعب بالأغلبية سنة 2005 والذي حقق نتائج ايجابية في الميدان، حيث ستقوم المنظمة بمواصلة هذا المشوار ومحاولة تقديم اقتراحات لبعض القضايا العالقة، من خلال إعادة قراءة نص الميثاق بتمعن لاستدراك ما يمكن استدراكه في حال تسجيل انشغالات من بعض الجهات المعنية إذا وجدت. ودعت السيدة بوصبع إلى ضرورة غرس ثقافة السلم في المجتمع الجزائري، تفاديا للعنف الذي بدأ يظهر في السنوات الأخيرة حتى لا يأخذ أبعادا خطيرة، من خلال التكفل بالمشاكل الداخلية عن طريق الحوار والاستماع إلى تطلعات السكان حتى لا تتاح الفرصة لأعداء الجزائر للاستثمار السلبي في فئة الشباب وتحريضهم على أعمال العنف. وفي معرض حديثها، أكدت السيدة بوصبع أن تجذير ثقافة السلم لا بد أن يكون عن طريق توسيع دائرة الاتصال وترقية الحوار مع مختلف فئات المجتمع، بدءا بالأسرة التي تلعب دورا في تربية الفرد منذ طفولته، ثم المدرسة، فالشارع الذي عادة ما يتحكم في سلوك بعض الأفراد. وذكر أعضاء المكتب الوطني للمنظمة، أن هيئتهم ستعمل على إنجاز دراسات ميدانية بالتنسيق مع مختصين لإيجاد حلول لبعض الظواهر التي تنخر المجتمع والتي تولد العنف كالمخدرات، من أجل محاربتها باقتراح حلول في الميدان من خلال معرفة أسباب الإدمان، ونفس الشيء بالنسبة لمحاربة ظاهرة التشرد عن طريق التوعية ومحاولة إيجاد حلول للأطفال ضحايا الكبار، الذين يتربون في الشارع ويتشبعون بالعنف وما يتبعه من ظواهر لها علاقة بعالم الإجرام من مخدرات، اعتداء وسرقة