ضمن الملتقى الدولي الحادي عشر ''تاريخ تلمسان الأدبي''، الذي نظم في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، أقيمت »دورة تكوينية« للصحفيين الذين غطوا أشغال الملتقى تحت عنوان »المطالعة العمومية والمكتبة الوطنية«، نشطها الأستاذ ياسر عرفات قانة (نائب مدير الكتاب على مستوى وزارة الثقافة) والأستاذة حياة بوني (محافظة المكتبات والتوثيق والإيداع القانوني)، تناولت المهام الأساسية للمكتبة الوطنية. في بداية الدورة التكوينية، أكد السيد ياسر عرفات قانة، أن هذه الدورة تهدف إلى التواصل مع الفاعلين في المشهد الثقافي بالصحفيين من أجل الاطلاع وتبادل الأفكار حول وضعية الكتاب والمطالعة العمومية. واستعرض المحاضر تاريخ المطابع ودور النشر في الجزائر منذ ظهورها، حيث كانت مطبعة في قسنطينة قبل الاحتلال الفرنسي ,1830 تطبع القرآن الكريم والفقه، ثم تلتها مطابع في عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر وبقيت هذه المطابع تقوم بدورها بعد الاستقلال الى أن تم انشاء الشركة الوطنية للنشر والتوزيع التي كانت ذات فائدة للقارئ من خلال دعم الكتاب من قبل الدولة الجزائرية، وفي التسعينيات من القرن الماضي مرت الجزائر بظروف خاصة الى غاية سنة 2000 حيث تم انشاء الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وصندوق دعم الإبداع (1998) والذي دخل الخدمة سنة .2000 وأقر الأستاذ ياسر عرفات، بأن دعم الكتاب بدأ بداية محتشمة حيث كانت الوزارة تتلقى أعمال المبدعين من اتحاد الكتاب الجزائريين والجمعية الثقافية ''الجاحظية'' وهما من استفادا من الصندوق الوطني للإبداع الذي تم تجميده سنة ,2006 لينطلق مجددا في نفس السنة من خلال وضع برنامج وطني بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، حيث تم إعداد برنامج واسع تم خلاله اصدار اكثر من 1200 عنوان. أما عن دور النشر، فقد أكد السيد ياسر عرفات قانة، أنها لم تبق محصورة في المدن الكبرى بالوسط والشرق والغرب، بل تم تعميمها، حيث ظهرت في المدن الداخلية عدة دور للنشر مع ظهور مبدعين شباب شكلوا مرحلة جديدة، مما جعل وزارة الثقافة تبادر بدعم النشر وهذا ما ساهم في إنشاء الكثير من دور النشر، وقد أمر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمواصلة الجهد في هذا العمل بدعم الكتاب ونشره لنشر وتشجيع القراءة العمومية. كما أشار السيد ياسر عرفات إلى أنه خلال المهرجان الإفريقي الثاني تم إصدار 311 عنوان في مجال الثقافة الإفريقية، بالإضافة الى نشر أكثر من 100 عنوان لصالح ''القدس عاصمة الثقافة العربية الأبدية''، حيث تم نشر أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش كاملة كما تم شحن هذه الكتب الى فلسطين. واستعرض عرفات إنشاء المكتبات العمومية، حيث تقرر انشاء مكتبة في كل بلدية، وسيتم انجاز 1541 مكتبة الى سنة ,2014 بالإضافة الى المكتبات الولائية في حجم قصر الثقافة، ويأتي هذا في إطار السياسة الوطنية للكتاب الذي رصدت له الدولة أموالا معتبرة، في إطار دفتر شروط محددة، كأن يكون المؤلف جزائريا والعنوان جديدا ودار النشر جزائرية وبرعاية ناشر جزائري تحت رعاية لجنة متخصصة. أما الأستاذة حياة بوني، فقد استعرضت في تدخلها المهام الأساسية للمكتبة الوطنية الجزائرية وقدمت لمحة تاريخية عن إنشاء المكتبة في فترة الاحتلال الفرنسي في شهر اكتوبر ,1835 ثم استعرضت الحيز الجغرافي لهذه المكتبة التي كانت متواجدة في شارع بونان بالقصبة، ثم باب الوادي (1838) ثم ثكنة الجيش ثم نقلت الى قصر مصطفى باشا (سنة 1954)، ثم فرانس فانون لتنتقل الى المقر الجديد بالحامة في ,2001 والذي يعد مقرها من أكبر المباني في العالم، حيث يتربع على مساحة 64 ألف متر مربع ب 13 طابقا، تشمل المخازن والصيانة والحفظ والأعمال الفنية ومساحات للقراءة متكونة من ثلاث مكتبات في آن واحد، وتستوعب المكتبة بطاقتها ثمانية ملايين عنوان وتستقبل 2800 قارئ في آن واحد. كما استعرضت السيدة حياة مهام المكتبة الوطنية حيث لا تختلف في خدماتها عن المكتبات الأخرى، إلا أنها تتميز بجمع وحفظ تراثنا الفكري والإبداع الفكري لأجل توصيل الكتاب من جيل الى جيل.. وأنها -المكتبة الوطنية - تقوم بجمع المخطوطات (القطع النقدية النادرة). وقد تم خلال هذه الندوة مناقشة مسألة المقروئية في الجزائر من خلال طبع الكتاب ونشره، ودور النشر، وجودة الكتاب المطبوع والمكتبة المتنقلة، ومكتبات البلديات، وكذا اقتناء المخطوطات من قبل المكتبة الوطنية والتنسيق بين المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني، حيث أكدت السيدة حياة أنه لا يوجد تنسيق بينهما... وبالنسبة للمخطوط فرفض صحاب الخزائن تسليمها للمكتبة الوطنية، مما دعا الى انشاء مركز المخطوطات بأدرار حيث أقبل أصحاب الخزائن على ترميم مخطوطاتهم.