يجتهد النحالون عند بدء موسم الإزهار، في البحث عن أنواع جديدة من الأزهار لتمكين النحلة من الرعي عليها، من أجل إنتاج أنواع أخرى من العسل، ولعل هذا ما قامت به نورة ضيف الله طبيبة بيطرية وممثلة عن منحلة الإخوة ضيف الله، حيث تمكنت من عرض نوع جديد من العسل، وهو'' عسل الرتم ''في الطبعة الثالثة لمعرض العسل الذي احتضنته بلدية بوزريعة مؤخرا. وتقول السيدة نورة في حديثها ل'' المساء'': ''ينبغي أن تعرفوا أولا أننا نحن النحالين بصفة عامة، عندما نمارس عملية الترحيل، نفتح أعيننا على كل أنواع الأزهار التي تنتجها الطبيعة، رغبة منا في استغلالها، واكتشاف ما يمكن أن تقدمه لنا من أنواع مختلفة من العسل، وتضيف: ''فقبل نقل صناديق النحل، نقوم بدراسة المنطقة للتأكد من بعدها عن التجمعات السكنية، وخلوّها من صناديق نحالين آخرين، لتجد النحلة ما ترعى عليه، واحتوائها طبعا على أنواع كثيرة من الأزهار، سواء كانت لنفس الأشجار أو لأشجار مختلفة، كما نسأل أيضا -خلال بحثنا- إن كانت الحيوانات ترعى على بعض النباتات المنتجة للإزهار، فإن كانت ترعى عليها فهذا يعني أن النحلة بإمكانها أن ترعى أيضا عليها، وتنتج عسلا مختلفا ألوانه. وعن عسل ''الرتم''، هذا النوع الجديد من العسل، أوضحت أنه جاء بالصدفة، حيث قالت: ''اخترنا منطقة الأغواط كمكان ليرعى به النحل، حيث كانت تنتشر به أشجار ''الرتم'' التي لمن لا يعرفها، هي عبارة عن أشجار قصيرة كثيرة الأغصان، تنتج وريقات شريطية الشكل، أما أزهارها، فهي إما بيضاء، أوصفراء، وتشبه تقريبا أزهار الياسمين''. ومن خلال بحثنا، تستطرد محدثتنا: ''تبين لنا أن الأشجار ذات الأزهار البيضاء لا ترعى عليها الحيوانات، وبالتالي لا تنتج عسلا على خلاف الأزهار الصفراء، ومن مميزات هذه الشجرة أيضا أنها كانت تستخدم للتدفئة، ويستخرج منها الفحم، ولأننا لم نجرب من قبل هذه النبتة، اكتشفنا بعد نهاية موسم الإزهار أن النحل الذي رعى على أشجار ''الرتم'' أنتج عسلا، فقمنا بجمعه، ومن خلال البحوث التي قمنا بها، تبين لنا أننا بصدد نوع جديد من العسل أطلقنا عليه اسم عسل'' الرتم ''، نسبة للشجرة التي تغذى عليها النحل. وعن أهم مميزات عسل ''الرتم''، قالت السيدة نورة: ''إنه عسل ذو لون أسود، ورائحة قوية، ولا يتبلور''، أي لا يجمد، ومن خلال البحوث التي قمنا بها كنحالين، تبين لنا أن هذا الأخير لديه العديد من الفوائد العلاجية التي أثبتت نجاحها بحكم التجارب التي قمنا بها على بعض الأشخاص، ومنها أنه مفيد جدا للجهاز التنفسي، يكفي فقط أن يتم إذابة ملعقة عسل في قليل من الماء حتى تكون المنفعة كبيرة، ومفيد أيضا للجهاز البولي، إذ أنه مدر للبول.