بعدما قال إن مواجهة المنتخب الوطني مع نظيره التونسي في إطار الدور النهائي لمنافسات الدورة العشرين للبطولة الإفريقية لكرة اليد التي اختتمت يوم 20 جانفي الفارط بالمغرب ستكون آخر مباراة له، كشف صالح بوشكريو، الناخب الوطني لكرة اليد (الرجال) أن قرار الاستقالة، الذي كان غير قابل للنقاش، قد عدل عنه عندما قرر نهاية الأسبوع المنقضي مواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية ل ''الخضر'' إلى غاية مونديال برشلونة .2013 كما أشار إلى أن عقده سيبقى مفتوحا وقابلا للتمديد إلى غاية ''كان ''2014 التي ستتشرف الجزائر باستضافتها. - سمعنا أنكم تراجعتم عن قرار الاستقالة وقبلتم عرض الوزارة بالبقاء على رأس العارضة الفنية للسباعي الجزائري، كيف تم ذلك ؟ * في الحقيقة لم تكن الوزارة الوصية الجهة الوحيدة التي كانت تلح بمواصلة مهمة التدريب على رأس ''الخضر''، هناك أطراف أخرى على غرار رئيس الهيئة الفدرالية للعبة، جعفر آيت مولود، إضافة إلى اللاعبين الذين كانوا يطالبون بالإبقاء على بوشكريو مدربا لهم... وكل هاته الأمور جعلتني أتراجع وأحسم مستقبلي بالبقاء في منصبي، لا سيما وأن الفريق الوطني في حاجة ماسة إلى خدماتي لأن حظوظه في اقتطاع تأشيرة ألعاب لندن الأولمبية لازالت قائمة وذلك في الدورة الاستدراكية المرتقب إجراؤها بالدانمارك ما بين 6 و8 أفريل القادم. - بعد اتفاقكم مع الوصاية والاتحادية ستستفيدون من الزيادة في الراتب الشهري إلى جانب منحكم المزيد من الإمكانيات للعمل في ظروف سليمة، ماذا تقولون في هذا الشأن ؟ * عندما قبلت عرض الوزارة والاتحادية بعقد مفتوح يدوم إما إلى غاية مونديال 2013 أو بطولة إفريقيا ,2014 لم يكن في منظوري على أساس الزيادة في الراتب وإنما كان بشرط الفريق كافة الإمكانيات للعمل في ظروف ملائمة بعيدا عن الضغوطات، لأن مسألة الزيادة في الراتب لا تهمني لأنني تلقيت انتقادات كثيرة عندما وافقت على أجر بقيمة 20 مليون سنتيم شهريا مع بداية مشواري مع ''الخضر''، وقرار انسحابي لم تكن له علاقة بالراتب لأنني راض بما أحصل عليه. - بما أنكم تتحدثون عن قرار الانسحاب، ما هو السبب الجوهري الذي كان وراء اتخاذكم هذا القرار؟ * عندما قررت مغادرة العارضة الفنية للسباعي الجزائري كان ذلك بسبب أمور شخصية والتعب الذي نال مني طيلة ثلاث سنوات، وليس لأسباب أخرى، كما روج لها على سبيل المثال وجود خلافات بيني وبين الاتحادية على خلفية تعليق الدوري المحلي، رغم أن هاته القضية تؤلمني كثيرا لما تخلفه من نتائج سلبية على الكرة الصغيرة الجزائرية، إضافة إلى الجانب المالي وأظن أن هذا الأمر يخصني ولا يخص غيري. كما أود أن أشير إلى أن قرار مغادرتي العارضة الفنية كان مقررا قبل عام و لكني لم أفعل ذلك نظرا لأهمية المنافسة القارية التي كانت تنتظر ''الخضر'' بالمغرب، وكذا لتفادي الانتقادات التي كانت ستطاردني في حال توقفي عن تدريب الفريق الوطني. - ملحق الدانمارك لا يفصلنا عنه سوى شهرين، كيف سيحضر بوشكريو لهذا الموعد ؟ * المهمة لن تكون سهلة، لكنني سأواصل العمل بنفس الإرادة وبمتابعة التشكيلة الحالية التي قدمت مستوى لا بأس به في البطولة الإفريقية الأخيرة بإفتكاكها تأشيرة مونديال برشلونة وكذا تجاوز مصر بعد سنوات من الانهزام أمامها. ولكسب التحضير النوعي لهاته الدورة الاستدراكية التي لم يبق وقت كبير يفصلنا عنها؛ سأحدد خطة العمل مع الاتحادية في أقرب الآجال بما تتخلله من تربصات في داخل الوطن وخارجه. - هل تعرفتم على المنتخبات المشاركة في الدورة التأهيلية ؟ * بعد أن أسدل الستار على منافسات البطولة الأوروبية للعبة أول أمس بالعاصمة الصربية بلغراد، تعرف المنتخب الوطني على منافسيه، حيث سيواجه منتخبات إسبانيا وبولونيا وصربيا لحساب المجموعة الأولى ضمن الدورة النهائية المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بلندن المقررة ما بين 6 و 8 أفريل القادم بإسبانيا. وجاء تتويج منتخب الدانمارك بالموعد الأوروبي بفضل فوزه على صربيا بواقع (21-19) ليدفع لإعادة النظر في البرنامج الأصلي للدورة المؤهلة إلى الأولمبياد الذي سبق وأن نشره الاتحاد الدولي للعبة، حيث كان مبرمجا أن يلعب السباعي الجزائري، نائب بطل إفريقيا، في المجموعة الأولى التي كان مقررا إقامة مبارياتها بالدانمارك وبمشاركة منتخب البلد المنظم إلى جانب المجر ونائب بطل أوروبا... و لأن إسبانيا هي صاحبة الصف الثالث في مونديال السويد، فإنها استفادت من تنظيم الدورة المؤهلة إلى الأولمبياد الخاصة بالمجموعة الأولى لتستضيف إلى جانب المنتخب الوطني كلا من صربيا نائبة بطل أوروبا وبولونيا التي أنهت المونديال الأخير في المركز الثامن. وتقام أيضا دورتان أخريان مؤهلتان إلى أولمبياد لندن في نفس موعد دورة إسبانيا واحدة منهما بالسويد وبحضور البلد المضيف الرابع عالميا والمجر السابعة في المونديال الماضي والبرازيل الثانية في ألعاب دول أمريكا في 2011 بالمكسيك، إضافة إلى مقدونيا الخامسة في البطولة الأوروبية الأخيرة. أما الدورة الأخرى، فستحتضنها كرواتيا وبمشاركة كرواتيا صاحبة المرتبة الثالثة في أورو صربيا و إيسلندا السادسة عالميا واليابان نائب بطل آسيا والشيلي صاحب الصف الثالث في الألعاب الخاصة بالدول الأمريكية. - هل لديكم فكرة شاملة عن طريقة اللعب التي ستطبقها فوق الميدان ؟ * بطبيعة الحال بحكم مشاركة ''الخضر'' في المغامرات المونديالية وآخرها مونديال السويد أين احتل المنتخب المركز 15؛ فالمنتخب البولوني نملك دراية كاملة عن منطق اللعب الذي يستعمله فوق الميدان، حيث سبق لنا مواجهته في عدة مناسبات رسمية كانت أو ودية وذلك في إطار بروتوكول التعاون، أما المنتخب الصربي لطالما اعتبر السباعي الجزائري الشبح الأسود، حيث وجد صعوبة كبيرة في تجاوز عقبة ''الخضر'' لحساب الدور التمهيدي لمونديال السويد بفارق ضئيل (25 -24). - نلمس من كلامكم أنكم تنوون الذهاب بعيدا؟ * أمنيتي هي أمنية أي مدرب أمامه فرصة وحيدة لنيل تأشيرة الألعاب الأولمبية المقبلة، لا سيما وأن الفريق قادر على تجسيد ذلك نظرا للمستوى الرفيع الذي ارتقى إليه في السنوات القليلة الأخيرة، لذا سأسعى لانتزاع التأهل إلى الأولمبياد رغم صعوبة المهمة، وهذا الهدف سطرته منذ بداية مشواري مع ''الخضر''، وها هي الفرصة اليوم أمامي لتحقيق الحلم، وهذا لن يكون إلا من خلال المثابرة والعمل، رغم احتمال ظهور بعض المشاكل لأن التنافس كبير بين المنتخبات المشاركة، إلا أنني متفائل ومتأكدة من قدرات السباعي الجزائري، وأخشى فقط من هاجس الإصابات الذي أصبح نحسا يطارد ''الخضر? . - بم تختمون الحوار ؟ * الطاقم الفني والتشكيلة الوطنية سيعملون كل ما في وسعهم لاكتشاف المغامرة الأولمبية خصوصا وأن كل الظروف مواتية لتحقيق ذلك وفي مقدمتها استقرار العارضة الفنية وكذا رغبة ''الخضر'' في إثراء سجلهم باستحقاق آخر ومن عيار ثقيل.