أشاد وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد إسماعيل ميمون، أول أمس، باتفاقيات الشراكة التي توقع بين المستثمرين الخواص من الجزائريين وأكبر السلاسل السياحية العالمية، على غرار سلسلة '' قولدن توليب'' اللبنانية التي دخلت الجزائر حديثا من خلال تسيير فندق من خمس نجوم ''جولدن توليب اركون سيل'' على ساحل بلدية فليفلة بولاية سكيكدة مع مؤسسة رمضاني وأبنائه. مشيرا إلى أن الجزائر كسبت معركة الإيواء. مؤكدا أن الاهتمام التالي للوزارة يتعلق بتوفير النوعية بغرض استقطاب اكبر حصة من السياح. واستغل وزير السياحة فرصة إشرافه على التوقيع على اتفاق الشراكة لحث باقي المستثمرين الخواص على البحث عن التجربة لدى العلامات العالمية في مجال التسيير الفندقي، مؤكدا أن دخول اللبنانيين إلى الجزائر يعكس الاهتمام الذي توليه الشركات العالمية للقطاع السياحي الجزائري الزاخر بالتنوع البيولوجي والمواقع السياحية العذراء بالإضافة إلى تنوع الطبوع السياحية بشكل عام. وفي الكلمة التي ألقاها بالمناسبة اشار ممثل الحكومة إلى تخصيص الوزارة مبلغ 400 مليار دج للاستثمار في المجال السياحي مما ساهم في خلق 36 ألف منصب عمل مباشر وألف منصب عمل غير مباشر، بالاضافة إلى صيانة وإعادة تأهيل 64 فندقا تابعا للقطاع العام بمبلغ 70 مليار دج منها فندق الأوراسي الذي يتوقع أن يفتح أبوابه أمام السياح نهاية الشهر الجاري بحلة جديدة وبخدمات عالمية، وأشار الوزير إلى أن الجزائر خلال السنوات الفارطة خطت خطوات كبيرة في مجال إنجاز المرافق السياحية مما رفع من عدد الأسرة المقترحة على السياح والمصطافين إلى 80 ألف، الأمر الذي حسن من طاقات الإيواء، ليبقى الرهان اليوم منصبا على تحسين نوعية الخدمات وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بعد استقطاب السلاسل العالمية في مجال الفندقة للاستثمار في الجزائر، وتواجد عدد منها اليوم بالجزائر على غرار ''الشيراطون'' و''هيلتون'' و'' سوفيتال'' الا دليلا واضحا على الاهتمام الذي توليه هذه العلامات للسياحة الجزائر التي يتوقع لها الخبراء مستقبلا زاهرا، خاصة إذا علمنا أن الصناعة السياحية ستكون ضمن قائمة الصناعات ذات المداخيل الهامة بعد قطاع المحروقات. وبالنظر إلى المعطيات الأخيرة التي كشفت عنها المنظمة العالمية للسياحة أشار الوزير إلى أن دول البحر المتوسط يتوقع أن تستقطب في آفاق 2020 ما يقارب 750 مليون سائح، وعليه وجب تحضير المرافق لمثل هذا الحدث حتى تكون حصة الجزائر من هؤلاء السياح الأحسن مقارنة بباقي دول شمال إفريقيا، كما أن ارتفاع عدد الفنادق سيخلق منافسة ويشجع على تحسين الخدمات السيايحة المقدمة سواء بالنسبة للسياح الأجانب أو المحليين، وعليه شدد ممثل الحكومة على ضرورة تشجيع اتفاقيات الشراكة التي تتم بين مستثمرين محليين وأجانب في هذا المجال، بشرط أن يضمن الشريك مشاركته في تحسين المقصد السياحي الجزائري . وفي هذا الإطار، أعلن رئيس سلسلة ''غولدن توليب'' اللبنانية للشرق الأوسط وإفريقيا السيد بوكرزن أمين انه سيتم رفع العلم الجزائري عبر جميع فنادق السلسلة بالشرق الأوسط وعددها 50 وإفريقيا الشمالية وعددها 60 بالإضافة إلى فنادق السلسلة بأوروبا، حيث تنوي المؤسسة المشاركة في تسيير 10 فنادق بالجزائر خلال الثلاث سنوات القادمة، منها ما سيكون بولاية سكيكدة التي تم اختيارها بالنظر إلى طبيعتها السياحية والعجز الكبير الذي تعاني منه في مجال الإيواء، بالاضافة الى الجزائر العاصمة، وهران وعنابة مستقبلا. وبمناسبة التوقيع على العقد طمأن الوزير إطارات وزارة السياحية أنه سيسهر شخصيا على تكوين الإطارات الجزائرية مع تشغيل 99 بالمائة من العمال بالفنادق من المتخرجين من معاهد الفندقة بالجزائر وسينحصر توظيف الأجانب على التخصصات غير متوفرة بالجزائر. مشيرا إلى أن الخدمات المقترحة على زوار الفنادق من علامة ''قولدن توليب'' ستكون عالمية سواء من ناحية نوعية الغرف، خدمات الراحة والاستجمام، السياحية الحموية، وحتى المطاعم ستكون على شكل يتماشي والديكور وطبيعة كل منطقة. ويذكر أن السلسلة العالمية في مجال الفندقة تحتل المرتبة الثامنة عالميا وسيتم تدشين أول فندق لها خلال الأشهر القليلة القادمة.