اختتم الرئيس التونسي، السيد محمد منصف المرزوقي، أمس، زيارته للجزائر التي دامت يومين بعد نشاط متميز، وكان السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أقام أمس بإقامة الدولة بزرالدة بالجزائر العاصمة مأدبة غداء على شرف ضيف الجزائر حضرها كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء في الحكومة. وقد أجرى الرئيسان بوتفليقة والمرزوقي قبل ذلك محادثات على انفراد توسعت فيما بعد إلى وفدي البلدبن، حضرها عن الجانب الجزائري السادة عبد المالك قنايزية الوزير منتدب لدى وزير الدفاع الوطني ويوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم وعبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية ومحمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية. كما حضرها عن الجانب التونسي السادة عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع، عبد الله التريكي، كاتب الدولة للشؤون الإفريقية والمغاربية والعربية وعدنان المنصر مستشار لدى رئيس الجمهورية. وكان الرئيس المرزوقي قد استقبل قبل ذلك بمقر إقامته رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد عبد العزيز زياري والوزير الأول السيد أحمد أويحيى اللذين أديا له زيارة مجاملة. وكان الرئيس التونسي قد بدأ زيارته أول أمس الأحد للجزائر على رأس وفد وزاري هام بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وتندرج هذه الزيارة في إطار ''تعزيز سنة الحوار والتشاور بين البلدين'' وتعتبر ''مناسبة لتعزيز علاقات الأخوة وحسن الجوار والتعاون وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين''. كما تشكل هذه الزيارة ''مناسبة للتشاور حول مسار بناء اتحاد المغرب العربي ومختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك''. كما تميزت هذه الزيارة بنشاط مكثف، حيث تركزت المحادثات التي أجراها مع الرئيس بوتفليقة على تعزيز علاقات الأخوة والجوار التي تجمع البلدين في مختلف المجالات قصد الرقي بها إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين وكذا الجهود المبذولة لتفعيل مسار بناء اتحاد المغرب العربي ومختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد الرئيس التونسي في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي أجراها أول أمس الأحد مع الرئيس بوتفليقة على أن ''العلاقات مع الشقيقة الكبرى (الجزائر) ستزداد متانة بفضل هذه الزيارة التي من شأنها أن تعزز العلاقات بين الشعوب المغاربية''. وأبرز الرئيس المرزوقي أن زيارته للجزائر تكتسي ''أهمية قصوى''، لا سيما ما تعلق منها ب ''تفعيل'' الاتحاد المغاربي وتعزيز العلاقة بين شعوبه. وقد نشط الرئيس التونسي خلال اليوم الأول من زيارته ندوة صحفية أعلن فيها أن قادة دول المغرب العربي إتفقوا على عقد قمة مغاربية في غضون السنة الجارية، وأضاف الرئيس المرزوقي في هذا المجال أن هذه القمة ستكون ''جدية'' ونتائجها ''ملموسة'' بالنسبة لشعوب المنطقة، مضيفا أنه من الأرجح أن تنظم هذه القمة في تونس ''بعد دراسة الملفات بين مختلف البلدان حتى تكون لها قيمة فعالة ولا تصدم شعوبنا بإجتماعات شكلية''. وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية؛ أكد أن هذه القضية ''مؤلمة إنسانيا ويجب الاعتراف بوجودها وعدم تجاهلها''، مشيرا إلى أنه يتعين على البلدان المغاربية أن تعمل ''شيئا فشيئا على بناء لبنات الاتحاد المغاربي وعندما تتطور العلاقات وتفتح الحدود وتبدأ المشاريع؛ فإنه سيكون هناك مناخ نفساني من التواصل والتعارف من شأنه خلق ظروف سياسية ونفسية جديدة يمكن إثرها حل هذه المشكلة بكيفية تحفظ ماء الوجه والمصالح المشتركة للجميع''. ولدى تكريمه من قبل جريدة ''الشروق'' خلال مهرجان حضرته شخصيات وطنية وسياسية وناشطون حقوقيون ومثققون؛ قال السيد المرزوقي ''نحن ندين للثورة الجزائرية التي علمتنا الشهامة والكرامة والرجولة والاعتزاز بالنفس والأنفة والكبرياء''. من جهة أخرى؛ كانت زيارة الرئيس التونسي إلى الجزائر مناسبة لعقد اجتماع بين رجال الأعمال التونسيين، الذين يمثلون فروع النسيج وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والصناعات الغذائية صناعة الألمنيوم والذين ينشط بعضهم في الجزائر، وأعضاء من الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة تم خلاله دراسة فرص الاستثمار في الجزائر. وقد أعرب رجال الأعمال الذين رافقوا الرئيس التونسي في زيارته الرسمية إلى الجزائر عن استعدادهم لإقامة اندماج اقتصادي مع الجزائر يقوم على الاستثمار المتبادل.