قسنطينة - تعكف العائلات القسنطينية خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم وايذانا بقدوم عيد الفطر المبارك على تحضير مختلف أنواع الحلويات التقليدية الشهية التي ألفت صنعها خصيصا بهذه المناسبة. ويعرف عن النساء القسنطينيات تفننهن في صنع كل أشكال وألوان الحلوى التقليدية التي تمثل موروثا شعبيا يجب المحافظة عليه إذ لا عيد دون رائحة الحلويات من مقروط وبقلاوة وقطايف وطمينة اللوز وغربية وغيرها . وتتجلى هذه الصورة وبوضوح من خلال اهتمام القسنطينيات بهذا الفن الأصيل عبر كثرة ارتيادهن هذه الأيام على محلات بيع مستلزمات الحلوى لاقتناء مواد أساسية في صناعة الحلوى كالفرينة وماء الزهر والدهون والمكسرات مثل اللوز والجوز والفول السوداني . وخلال حديث ل"وأج" مع بعض هؤلاء النساء حول نظرتهن لنوعية السلع المعروضة وأثمنها اعتبرت إحداهن وبدون تحفظ أن عيد الفطر يكون مرة واحدة في السنة ويجب التحضير له واستقباله بأجود الحلويات. أما السيدة حسينة وهي ربة بيت فترى أن عدم القدرة على الشراء تعد من العوامل التي قد تدفع بكثير من النساء إلى العزوف نهائيا ربما عن صنع الحلوى هذا العام بالنظر لالتهاب الأسعار. وذكرت أن هذا الأمر سيحرم أفراد العائلات خصوصا الأطفال من تذوق حلاوة العيد وانتشاء لذة الفرحة والغبطة والسرور مضيفة بالقول "سأكتفي فقط بشراء بعض الدهون والفرينة والفول السوداني فاللوز أكيد لا أقدر عليه بعدما صار حكرا على العائلات الميسورة." وفي الوقت الذي تميل فيه بعض السيدات إلى صناعة حلوى العيد بالمنزل كونها تعد من التقاليد التي تميز هذه الأيام الأخيرة من رمضان تعمد ربات بيوت أخريات خاصة منهن العاملات إلى تجنب الانشغال بصناعة حلوى العيد لما فيها من تعب ولأن المواد التي تتطلبها باهظة الثمن خاصة المكسرات. وتحبذ الكثير منهن التوجه إلى محلات الحلويات والمرطبات المنتشرة وسط المدينة قصد شراء تشكيلة متنوعة من الحلويات التي تعرض على الزبائن بمختلف الأنواع سواء كانت تقليدية أو عصرية. وحول هذا تقول السيدة إلهام وهي طبيبة في قطاع البنوك "في السنوات الأخيرة أصبحت أميل إلى شراء الحلويات بعد أن تبين لي أن ما أنفقه على تحضير الحلوى في منزلي دون حساب الجهد المبذول يساوي تقريبا تكلفة شرائها جاهزة مضيفة "عندما يبقى على موعد العيد أسبوع اقصد هذه المحلات المتخصصة واشتري ما تيسر لي من الأنواع التي وفرت لها الميزانية الخاصة بها منذ الأيام الأولى لشهر الفضيل مشيرة الى "الزحمة والاكتظاظ الذي يعم محلات بيع الحلوى "مما يجعلوني مرتاحة بعض الشيء لأنني لست الوحيدة التي أميل إلى شراء الحلويات الجاهزة". ومن جهتها، تقول السيدة أحلام 35 سنة موظفة في قطاع التعليم أن عادة اقتناء الحلويات الجاهزة "وإن كانت غالية الثمن تفسح وقتا أكبر لتزيين وتنظيف البيت وكذا تخصيص الوقت الكافي لنفسي ولأولادي كإعداد ملابس العيد والذهاب عند الحلاقة والنوم باكرا ليلة العيد بعد أن كنا نسهر إلى ساعة متأخرة من الليل ونستقبل ضيوفنا في الصباح بوجوه شاحبة". وقد انتشرت مؤخرا ظاهرة محلات بيع المواد الخاصة بالحلويات أين تعرض سيدات تتعاقدن مع أصحاب هذه المحلات في إعداد الحلويات التقليدية في ظل تزايد الطلب على هذا النوع من الحلويات المطلوبة جدا في مواسم الأفراح والمناسبات الدينية حيث أكد السيد سمير أن السيدة أمال المتعاقد معها بارعة في صنع الحلويات القسنطينية حيث تتلقي طلبات كثيرة في أواخر شهر رمضان مؤكدا أن معظم الطلبات تكون على المقروض والبقلاوة وطمينة اللوز مشيرا إلى تزايد الطلب على الحلويات العاصمية لتنوعها وجمال ألوانها حسب ما أكدته بعض النساء اللائي كن بصدد شراء مستلزمات الحلويات بهذا المحل.