أبرز رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الأهمية التي تكتسيها الانتخابات التشريعية القادمة، مشيرا إلى أن ''الوطنية الأصيلة قرينة المواطنة الصالحة التي ينبغي أن تتجلى لدى كافة أفراد المجتمع وعيا وسلوكا''. وانه ينبغي على كل المواطنين أن يدركوا بأن صوتهم مهم ومؤثر في صناعة القرار وتحديد المسار وفي حماية مكتسبات البلاد. وقد فضل الرئيس بوتفليقة في الرسالة التي بعثها الى الامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين عشية انعقاد مؤتمرها ال11 اليوم، توجيه رسالة تذكيرية للمواطنين مع بداية العد التنازلي للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم العاشر من شهر ماي المقبل والتي سبق وان وصفها في الخطاب الذي ألقاه بولاية وهران بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات بأنها امتحان مصيري ولا تختلف عن ذكرى اول نوفمبر. وإذ يضفي رئيس الجمهورية ''الاستثنائية'' على هذا الحدث في خطاباته المتعددة، فقد اشار في رسالته الاخيرة الى أن ''الثورة الحقيقية إرادة تغيير وبناء وتجديد مستمر'' وان المواطنة تتجلى في ''التزام كل المواطنين بتحمل مسؤولياتهم وأداء واجبهم الوطني وممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة المكثفة في مختلف المواعيد الانتخابية المقبلة ابتداء من الانتخابات التشريعية.واذا كانت الانتخابات تأتي في ظرف دولي مميز، تتجه فيه انظار العالم الى الجزائر التي لم تمسها موجة الثورات العربية التي طالت دولا عربية، فان ما يعزز استثنائيتها (الانتخابات) هو انها تجري في إطار معطيات جديدة من حيث الضمانات الملزمة أوالوسائل القانونية المعززة أوغيرها من المقتضيات التي قال بشأنها القاضي الاول في البلاد بأنها تشكل ''انتقالا نوعيا أكيدا يتجاوب مع إرادة التغيير السائدة في الأذهان'' من خلال ازاحة ''الرواسب السلبية التي أثرت على المرافق العامة وعلى صورة مؤسسات الدولة ومستويات أدائها". كما يستشف من الدعوات المتكررة للرئيس بوتفليقة للاقبال المكثف على اقتراع ماي، حرصه على ابراز الدور الكبير الذي ينتظر المواطن في هذا الاستحقاق، كونه المسؤول عن اختيار مصيره بنفسه وفي حماية مكتسبات البلاد وتثمينها، لا سيما وان ذلك يتزامن وقرب احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية لتبرهن بذلك على قدرتها في المحافظة على هذا المكسب الذي افتكه بتضحيات جسام".