حملة ''مرحبا بكم في فلسطين'' تثير حالة استنفار قصوى في إسرائيل أذعنت شركات طيران غربية للضغوطات الإسرائيلية بعد منعها أمس نشطاء غربيين وفي بلدان تدعي الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان من الذهاب إلى إسرائيل للمشاركة في حملة شعار ''مرحبا بكم في فلسطين'' في طبعتها الثالثة. ومن باريس إلى جنيف مرورا بروكسل وروما وصولا إلى لندن لم يتمكن المئات من المتضامنين الغربيين من ركوب الطائرات المتوجه إلى إسرائيل بعد ان ألغيت حجوزاتهم بمبرر ان أسماءهم تتواجد ضمن قائمة غير المرغوب فيهم لدخول إسرائيل. لا لسبب فقط لأنهم خرجوا ضد منطق إسرائيل في عزل القضية الفلسطينية وتشويه صورتها ومنع إعطاء البعد السياسي لتحركهم لدى الرأي العام الغربي بصفة خاصة والعالمي بصفة عامة. وقالت مصادر إسرائيلية ان وزارة داخلية الاحتلال وجهت رسالة رسمية أرفقتها بقائمة بأسماء 650 ناشط طالبت من شركات الطيران الأجنبية عدم السماح لهم بدخول إسرائيل على متن طائرات هذه الشركات في تعارض صارخ مع كل القوانين المكفولة في حرية التنقل والسفر. وأكدت هذه المصادر أن شركات الطيران مثل ''إيير فرانس'' و''لوفتهانزا'' و''إ إليطاليا'' و''تركيش إيروييز'' أبلغت المتضامنين الذين وردت أسماؤهم في القوائم الإسرائيلية بإلغاء تذاكرهم ورحلاتهم على متن طائراتها إلى إسرائيل. وندد النشطاء بتعرضهم لمثل هذه الإجراءات التعسفية التي تؤكد مجددا مدى التواطؤ الغربي الرسمي مع احتلال إسرائيلي يرفض حتى الاعتراف بأبسط الحقوق الفلسطينية ولا يتوانى حتى في قمع الرعايا الغربيين أنفسهم إذا تجرؤوا على الوقوف ضد منطقه الاحتلالي. وقال هؤلاء ''لم نكن نريد الذهاب إلى إسرائيل بل إلى فلسطين وهذا حقنا الشرعي الذي تكفله لنا الأممالمتحدة''. ولكن السؤال المطروح أين هي الأممالمتحدة المنظمة التي من المفروض ان تكون راعية الأمن والسلم العالميين من الخروقات الإسرائيلية التي اعتادت إدارة الاحتلال على انتهاجها عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين من دون ان تجد أي جهة رادعة لها. واحتج المتضامنون الغاضبون بمطار '' رواسيي'' بباريس على منعهم من السفر ونددوا بتدخلات شركات الطيران التي ألغت حجوزاتهم رغم انه لا يوجد قانون يسمح لأي شركة طيران باتخاذ مثل هذا الإجراء الذي يعود في الأصل إلى الدولة المستضيفة. وحتى أولئك الذين تمكنوا من السفر وحطوا بالمطارات الإسرائيلية وجدوا أنفسهم في قبضة الشرطة الإسرائيلية التي أوقفت كل شخص شكت انه من بين المشاركين في هذه الحملة واعتقلت تسعة نشطاء فرنسيين بمجرد نزولهم في مطار ''بن غوريون''. وأثارت حملة ''مرحبا بكم في فلسطين'' حالة استنفار قصوى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي التي فرضت إجراءات صارمة لمنع مئات المتضامنين مع القضية الفلسطينية للدخول لإسرائيل للمشاركة فيها. وكان من المقرر ان يشارك ما لا يقل عن 1500 متضامن غربي غالبيتهم فرنسيون وسويسريون منذ الأمس في حفل افتتاح مدرسة دولية ببيت لحم بالضفة الغربية وزيارة مخيمات اللاجئين ووضع برنامج موجه لترقية المرأة والمشاركة في عمليات تشجير بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وكانت مجموعات دولية من مؤيدي القضية الفلسطينية أعلنت على الإنترنت عزمها القدوم إلى مطار ''بن غوريون'' في ابتداء من أمس للتوجه منه إلى الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل وتسيطر على جميع مداخلها باستثناء الحدود بين قطاع غزة ومصر.