رفضت الأمينة العامة لحزب العمال نتائج الانتخابات التشريعية المعلنة أول أمس من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية''جملة وتفصيلا'' واصفة إياها بالاستفزازية والمهزلة التي أدهشت الجزائريين، معتبرة هذه الخطوة بمثابة المصادرة الحقيقية لإرادة الشعب الذي كان يسعى للتغيير وإثارة متعمدة لربيع عربي في الجزائر على حد قولها بعد أن تم التلاعب بنتائج الاقتراع وتزويرها لصالح أحزاب أخرى وهو ما يفسر حسب المتحدثة عدم حياد الإدارة مثلما أمر رئيس الجمهورية. وخلال ندوة صحفية عقدتها الأمينة العامة لحزب العمال أمس بمقر حزبها بالحراش، اعتبرت السيدة لويزة حنون النتائج المعلنة مزورة واستفزازية وضد أغلبيه الشعب الجزائري الذي صوت أو امتنع لأنها لا تعكس على الإطلاق الإرادة الشعبية التي تجسدت طوال الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع ..معتبرة أن منح 220 مقعدا لحزب جبهة التحرير الوطني ''يعد ضربا من الخيال'' شأنه في ذلك شأن العشرين مقعدا الممنوحة لحزب العمال. وقالت حنون إن الادارة لم تكن محايدة لأنها خرقت قانون الانتخابات وضربت عرض الحائط كافة الإجراءات المتعلقة بالإشراف ومراقبة الانتخابات على كافة المستويات، مستشهدة بحالات تجاوزات تم تسجيلها بالعديد من مراكز الانتخاب التي تم فيها طرد المراقبين التابعين للأحزاب مباشرة بعد البدء في عملية الفرز، مضيفة أنه من غير المنطقي أن يعلن وزير الداخلية عن نتائج الانتخابات في الوقت الذي لم تنه اللجان الولائية عملية حساب الأصوات. وأضافت السيدة حنون أنها توقعت وقوع تزوير في هذه الانتخابات باعتبارها -كما تقول- جزءا لا يتجزأ من ممارسات نظام الحزب الواحد غير أنها هذه المرة فاقت كل التوقعات وهو ما دفعها إلى المطالبة بتأسيس وانتخاب مجلس تأسيسي للتعبير عن إرادة الشعب، داعية المواطنين إلى تشكيل لجان شعبية لمناقشة مطالبهم وتسجيلها والتباحث بشأن طبيعة النظام الواجب إقامته ضمن الدستور المقبل. كما كشفت المتحدثة عن لقاء مرتقب مع بعض التشكيلات السياسية والأحزاب التي نددت بالتزوير وذلك لإبرام اتفاقات ضد التزوير مع استعدادها للتوجه إلى رئيس الجمهورية الذي برأته من التصريحات التي حملته مسؤولية فوز الأفلان في الانتخابات على اثر تعبيره من سطيف عن انتمائه الضمني للحزب وهو - تقول حنون - ما لم يفهمه الكثيرون، معتبرة أن الانتماء الذي تحدث عنه الرئيس صراحة هو للجزائر وليس لأي حزب.