تدحرج حزب العمال حسب النتائج الأولية الخاصة بالانتخابات التشريعية التي جرت فعالياتها يوم الخميس الماضي إلى المرتبة الخامسة ب20 مقعدا وهو الحزب الذي لازم خلال العهدتين السابقتين للمجلس الشعبي الوطني المرتبة الرابعة على التوالي ب21 مقعدا خلال تشريعيات 2002 و26 مقعدا في تشريعيات 2007 في ترتيب الأحزاب ..وتأتي هذه النتيجة في الوقت الذي عقد فيه الحزب آمالا كبيرة على هذه الاستحقاقات التي تفاءلت بها الأمينة العامة للحزب التي قللت من أهمية الأحزاب الجديدة. وقد أحدثت نتائج اقتراع العاشر من ماي الماضي المفاجأة خاصة بالنسبة للذين كانوا ينتظرون المفاجأة تتقدمهم الأمينة العامة لحزب العمال التي فقد حزبها ستة مقاعد كاملة وتراجع ترتيبها الى المستوى الخامس، وهي التي بدت متحمسة لعملية الانتخاب ومتفائلة بنتائجه التي رجحت فوز حزبها بمقاعد إضافية وبالتالي الانتقال في الترتيب نحو الأحسن وذلك قياسا بحرارة الحملة الانتخابية التي قادتها لويزة حنون والتي لقيت - كما قالت - إقبالا وتجاوبا كبيرين خاصة لدى فئة الشباب والبطالين والطبقات الاجتماعية البسيطة والهشة. ويبدو أن قراءات القائمين على الحزب المحسوب على المعارضة والتي سبقت عملية الاقتراع قد جانبت الواقع خاصة عندما قللت الأمينة العامة للحزب وخلال تصريحات متعددة من أهمية الأحزاب الجديدة ومن مدى تأثيرها على الناخبين، حيث قالت لويزة حنون خلال ندوة صحفية عقدتها منتصف الحملة الانتخابية أن الأحزاب الجديدة لا تخيفها على اعتبار أنها غير معروفة ولا تملك برنامجا واضحا ومقنعا وبالتالي فإن تأثيرها على الناخبين سيكون ضعيفا جدا عكس حزبها المعروف بنضاله الطويل وقاعدته الواسعة ..ولكن نتائج الاقتراح جاءت عكس ذلك ليسجل مبنى زيغود يوسف وافدين جدد من تشكيلات سياسية مختلفة وجديدة. والواضح أن أصوات الناخبين الجزائريين قد توزعت بين ال44 حزبا معتمدا منها الكبيرة والصغيرة ليقلص ذلك من نتائج بعض الأحزاب الكبيرة والمعروفة على غرار حزب العمال الذي انحصر تخوفه وتحفظه خلال الحملة الانتخابية على الأحزاب الكبيرة ومساعيها او محاولاتها تزوير النتائج لحسابها دون أن تأخذ في الحسبان التهديد الآتي من الأحزاب الجديدة والتي حصدت ولو جزءا ضعيفا من أصوات الناخبين على حساب الكبار.