تشهد حالات الإصابة بداء ارتفاع ضغط الدم الشرياني تصاعدا ''مقلقا'' بولايات جنوب الوطن حسب ما ذكر نائب رئيس الجمعية الجزائرية لارتفاع ضغط الدم الشرياني. وأوضح البروفيسور تمار وهو أخصائي في أمراض القلب والشرايين -بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتحسيس ومكافحة داء ارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يصادف يوم 14 ماي من كل سنة- أن ''هذا المرض الذي يوصف ب''القاتل الصامت'' قد أصبح مشكلا حقيقيا للصحة العمومية في البلدان المتطورة والبلدان الناشئة، كما أنه يعرف انتشارا كبيرا في أوساط سكان مناطق جنوب البلاد سيما بالنسبة للفئة العمرية 40 سنة ويتسبب في تعقيدات صحية ''في غاية الخطورة''. ويعود تصاعد هذا المرض إلى ''الانتشار المتزايد لبعض حالات النمو المتلازمة والتي تتمثل أساسا في البدانة'' كما أوضح السيد تمار. مضيفا أن انتشار حالات ارتفاع ضغط الدم الشرياني ''تمس أيضا الأشخاص المسنين والأطفال كذلك حيث أن البنية البدنية لديهم آخذة في الزيادة دون توقف''. وتتمثل العوامل المسببة لانتشار حالات ارتفاع ضغط الدم الشرياني في تغير عادات الطبخ والبيئة الإجتماعية والتوطين ولعوامل وراثية وتحسن شروط المعيشة للسكان بالإضافة إلى ارتفاع نسبة متوسط العمر والأمل في الحياة. وفي إطار مكافحة مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني دعا البروفيسور تمار إلى إعداد برنامج للوقاية الأولية والثانوية من أجل التقليص من التعقيدات ''المزمنة غير المعدية''. ويرى ذات الأخصائي أن اتباع نمط حياة معين و''تناول نظام غذائي متوازن'' و''التقليل من استهلاك مادة الملح'' و''من ثقل الوزن'' من خلال ممارسة أنشطة بدنية هي عوامل من شأنها أن ''تساهم في تسيير نمو هذا المرض على المستوى العالمي''، مبرزا في نفس السياق ''أهمية الكشف المبكر'' من أجل التقليل من التعقيدات المسجلة بأعداد كبيرة حاليا والتي ''تشكل عبئا على ميزانية الصحة العمومية''. ومن جهته ألح الدكتور مصطفى ياحي على ضرورة تحسيس السكان حول أخطار والتعقيدات الطبية لهذا المرض سيما بالنسبة للسكان الذين هم في استعداد للقيام بالكشف المبكر بغرض تجنب التعقيدات والتكفل الملائم بهذا الداء. للتذكير فإن أياما تحسيسية حول داء ارتفاع ضغط الدم الشرياني تنظم بغرداية بهدف حث السكان الذين هم في استعداد للتقدم لفحصهم من قبل الأطباء ودعوتهم أيضا لممارسة الأنشطة الرياضية.(وأج)