رحل عنا يوم الجمعة الفارط أحمد خليفي، وهو أحد أعمدة التحكيم في كرة القدم خلال الستينات والسبعينات، حيث كان يجسد في نظر كل من عايشوه ممارسته لهذه المهنة خلال الفترة الذهبية التي مر بها سلك التحكيم في الجزائر، ليس من باب التألق فحسب، بل حتى من حيث الانضباط في إدارة المباريات والتصرف النزيه فوق أرضية الميدان أو خارجه، فكان جميع اللاعبين يدركون مدى حرصه الشديد على تطبيق قانون اللعبة دون انحياز لفريق أو لآخر. ويعد أحمد خليفي من الرعيل الأول لسلك التحكيم الجزائري بعد نيل الاستقلال إلى جانب زملائه عويسي، بن زلاط، بن قرقورة وغيرهم من أصحاب البذلة السوداء في تلك الفترة، وقد برز خليفي على المستوى العالمي فنال الشارة الدولية من الفيفا والكاف. وكان خليفي يمثل جيلا من الحكام سعوا جاهدين إلى الحفاظ على سمعة التحكيم الجزائري في تلك السنوات ولم يكفوا عن خدمته بعد اعتزالهم الرياضي، حيث استمروا في هذه المهنة من خلال تأطير الحكام الشباب الذين تتلمذوا على أيديهم من أمثال بلعيد لكارن ومحمد حنصال اللذين كان لهما شرف المشاركة في نهائيات كأس العالم. خليفي بقي وهو على فراش الموت يتحسر لما آل إليه سلك التحكيم في الجزائر، حيث تغير الوضع بداخله رأسا على عقب، فلم يعد يجلب الاحترام، بل يجمع الاختصاصيون في الشأن الكروي على أنه أصبح يشكل أضعف حلقة في مختلف درجات البطولة الوطنية بسبب خضوع الحكام إلى المساومة ووصول البعض منهم إلى حد التلاعب بنتائج المباريات من أجل خدمة مآربهم الشخصية، حيث اضطرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى إقصائهم بتهمة تلقي الرشاوى؛ فشتان بين تحكيم أمس وتحكيم اليوم.