يعتبر محمد حنصال، 64 سنة، واحدا من أكبر الحكام الذين أنجبتهم الجزائر منذ الاستقلال، حيث كان معروفا بصرامته فوق الميدان. يعود بنا الحكم الدولي السابق، محمد حنصال، إلى الوراء، ليحكي مسيرته والأمور التي حدثت معه، ويتذكر الأيام الجميلة التي قضاها في الميادين في ذلك الوقت. كنت لاعبا قبل أن أتحوّل إلى التحكيم كشف محمد حنصال أنه بدأ مسيرته الكروية كلاعب في اتحاد وهران في موسم 64 65 وتدرّج من الأصاغر إلى الأواسط، وكان يشرف عليه الصحفي المخضرم في ذلك الوقت هواري عجال ''الذي لازال يعمل حالياً، حيث لعبت بجانب بعض الأسماء في ذلك الوقت، على غرار حميدة، الحارس الهاشمي ونيمر. ورغم أنني كنت أهوى اللعب، إلا أن ميولي كان لسلك التحكيم. وأتذكر جيدا أن السيد بلغربي عابد الذي كان يعمل في الرابطة الغربية لكرة القدم، هو الذي وجهني للتحكيم في إحدى المباريات التي جرت في ملعب الحبيب بوعقل، حيث طلب مني الانخراط في الرابطة وإجراء الاختبارات، بعد أن لاحظ أني أملك ملامح الحكم وتتوفر في شخصي كل المقاييس''. أول مباراة أدرتها كانت بين الجمهورية ونادي مسرغين أول لقاء أداره محمد حنصال ولم يتجاوز عمره 22 عاماً، كان في إطار بطولة القسم السادس أو ما يسمى حالياً الجهوي الثاني ''المباراة جرت في ملعب بوتلليس بين نادي مسرغين الذي كان ملعبه معاقبا ويومية الجمهورية التي كانت تسحب بالفرنسية في ذلك الوقت، وكانت تملك فريقا يلعب في بطولة الأقسام السفلى، حيث لازال أحد مصوريها، ويدعى عدة، لحد الآن يشتغل في الإعلام الرياضي. فأدرت اللقاء بامتياز، قبل أن يتم اختباري في أول لقاء في القسم الثاني سنة 1975 حيث أدرت مباراة مولودية سعيدة ضد وداد تلمسان بملعب الإخوة براسي الذي كان ممتلئا عن آخره، تحت أعين السيد شكايمي، الحكم المعروف من البليدة، الذي تم تكليفه من اللجنة المركزية للتحكيم في ذلك الوقت لتنقيطي. وأتذكر أن هذا الحكم رفض منح النقطة لي في الاجتماع الأسبوعي مع أعضاء لجنة التحكيم، قائلا لهم: عليكم تعينيه في مباراة القسم الأول حتى تحكموا عليه.. وهو ما حدث، حيث وفي نفس العام عيّنت لإدارة مباراة القسم الأول في سطيف، جمعت بين الوفاق المحلي ونصر حسين داي في ملعب قصاب الممتلئ عن آخره، وأتذكر أني كنت صارما في قراراتي، حتى أنني أشهرت بطاقتين صفراوين في وجه كل من شنيتي وعلي فرفاني''. أدرت ثلاثة نهائيات متتالية في كأس الجزائر وشاركت في مونديال إيطاليا كما كشف لنا ابن الباهية أنه أدار ثلاثة نهائيات متتالية في كأس الجزائر ''كان ذلك سنة 1978 و1979 و1980 دون احتساب نهائيين في الكأس العسكرية، وكنت حاضرا في مونديال الأواسط في اليابان والشيلي سنة 1979 و1987 وكأس آسيا للأمم في كوريا. كما كان لي شرف إدارة لقاء نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة والمواجهة التي جمعت في غانا عام 1987 بين نادي كوماسي والأهلي المصري التي توّج بها هذا الأخير. كما كان لي شرف المشاركة في مونديال 1990 بإيطاليا، حيث أدرت مباراتين كمساعد للحكم الأول، إحداها اللقاء الترتيبي بين الإنجليز وإيطاليا. فمجمل مشواري التحكيمي الذي بدأ في 1974 وانتهى في 1991 شاركت من خلاله في 600 مباراة بين بطولة وكأس ومنافسات قارية ودولية، وحتى المباريات الدولية الودية''. بن زلاط يبقى قدوتي كما كشف محمد حنصال أن الحكم الذي كان يراه قدوته يبقى بن زلاط الذي يعتبره الأب الروحي ''الذي تعلمت منه كيفية تسيير المباريات، وكان يطلب مني أن أملك شخصية قوية داخل المستطيل الأخضر ولا أخضع للتأثيرات''، مؤكدا أن اللاعبين في وقته كانوا محترفين ويحسنون الكلام مع صاحب البذلة السوداء ''لكون الإصلاح الرياضي عرف كيف يكوّنهم على أسس متينة''. كما كشف أنه كان يطلب عدم إدارة مباريات جمعية وهران، بحكم أنه كان مناصرا لهذا الفريق وكان يفضل فقط إدارة لقاءاتها الودية. كما ناشد الفرق المحترفة الاستنجاد بالحكام قصد إجراء الدروس للاعبين ''حتى يتجنبوا البطاقات المجانية ويتعلموا قوانين اللعبة''. مسيّرو شباب قسنطينة اعتذروا لي عما بدر منهم قال محمد حنصال إنه لم يسبق وأن حدثت له أي تجاوزات أو تعرض لانتقادات ''وتبقى المواجهة المحلية الوحيدة التي عرفت العنف والفوضى في مشواري تلك التي جرت في عام 1988 بين شباب قسنطينة ووفاق سطيف، حيث اضطررت لتوقيفها بعد حالة الشغب ونزول الجمهور إلى الميدان، حتى أننا تعرضنا لعدة مضايقات وكادت الأمور تصل إلى الاعتداء عليّ. وأتذكر جيدا أن مسيّري الشباب تنقلوا إلى وهران وطلبوا مني الاعتذار، وهو ما وافقت عليه دون شروط''. كما أن الحكم الدولي السابق نفى بشدة خبر أنه كان يعمل المستحيل لإنهاء المباريات المحلية العاصمية بالتعادل السلبي، مثلما أشيع عنه. ب. إ