هي الدكتورة مخرف صليحة، ابنة جبال بوزقزة بقدارة، من مواليد شهر جانفي ,1958 تقلدت عدة مناصب؛ من طبيبة عامة، رئيسة مكتب ولاية بومرداس بجمعية محو الأمية ''اقرأ''، وعضو منتخب في المجلس الشعبي الولائي، تسعى لاقتلاع الأمية من الجذور، ''المساء'' التقتها ونقلت لكم هذا الحوار. - سيدة صليحة مخرف، نود التعرف عليك؟! * صليحة مخرف بنت أعالي بلدية قدارة، وإن صح القول بنت بوزقزة، والدي شهيد، كان من أعضاء جمعية العلماء المسلمين، ترعرعت في وسط يتقن العلوم ويحب العلم، وتطبيقا لوصية أبي -رحمه الله- الذي كان من مشجعي العلم والتعلم، وكان يطمح لرقي الفتاة رغم أن في تلك الفترة كان الذكور يحتكرون كل شيىء على حساب البنت، رفعت التحدي وقاومت الظروف الصعبة أنذاك وخطورة المنطقة، وكنت أول فتاة من قرية بودربالة زاولت دراستها في الطور الثانوي، كان ذلك سنة 1975 بثانوية الخنساء بتيزي وزو، لأتحصل بعدها على شهادة الباكالوريا بجدارة واستحقاق، ثم ألتحق بكلية الطب وأكون مدشنة جامعة تيزي وزو. - حدثينا عن مسارك المهني؟ * في الحقيقة، إنني بمجرد إنهائي للدراسة فتحت عيادة خاصة ببومرداس، ثم اشتغلت بعدها كطبيبة عامة في عدة مؤسسات استشفائية عمومية بذات الولاية، وذلك في فترة العشرية السوداء في المناطق الصعبة من قرى ومداشر الولاية، كنت عضوا في المجلس الشعبي الولائي في الفترة الممتدة ما بين (1997-2002)، وفي سنة ,1998 تم تنصيب المكتب الولائي للجمعية العامة لمحو الأمية ''اقرأ''، وكان ذلك احتفالا باليوم العربي لمحو الأمية، حينها، شغلت منصب رئيسة المكتب الولائي المتواجد عبر 22 بلدية، خاصة المناطق النائية التي كانت تعرف ارتفاعا محسوسا في نسبة الأمية، بسبب العشرية السوداء وخطورة المنطقة، حيث استفادت من المشروع حوالي 1400 متمدرسة. وفي سنة ,2010 تم إبرام اتفاقية مع مديرية التكوين المهني التي كانت تهدف لتعليم النساء في القسم النظري لمدة ستة أشهر، ثم الإجراء التطبيقي، وقد تخرجت أول دفعة مكونة من 40 امرأة سنة ,2010 والهدف من ذلك هو إعادة إدماج المرأة في المجتمع، مع إعطائها إمكانية الاستقلالية الاقتصادية، والسماح للمرأة الماكثة في البيت بالالتحاق بمقاعد محو الأمية للاستفادة من برنامجها، والذي من شأنها فتح آفاق الشغل والقضاء على نسبة البطالة، من خلال استفادتهم من شهادة التأهيل التي تسمح لهم بالاستفادة من ميكانيزمات التشغيل التي منحتها الدولة، والمتمثلة في (أونساج) و(أونجام). - لأي هدف جاء انضمامك لجمعية ''اقرأ'' لمحو الأمية، خاصة أنك مختصة في الطب؟! * انضممت للجمعية، لأنني رأيت أن العمل فيها عمل نبيل، وبالعكس، بحكم مهنتي كطبيبة، أستطيع التعايش والتعامل مع الناس، ومنهم المرضى الذين أقابلهم باستمرار، فحين كنت أتحدّث مع المرضى، كنت أوعيهم عن طريقة انتقال الأمراض، مع تحذيرهم من الآفات الاجتماعية، وهو الأمر الذي كنت أتلقى فيه صعوبة في إيصال الرسالة لفئة المسنين والأميين، الأمر الذي دفعني لتبني المشروع، وبالتالي حث هذه الشريحة على الإلتحاق بمقاعد محو الأمية، خاصة وأن (الأمية أكثر تكلفة من العلم)، كما كنت في كثير من الأحيان أقابل نساء يحبذن تعلم وحفظ القرآن الكريم، وكنت سببا في دفعهم نحو التعلم وتشجيعهم على فعل ذلك، ناهيك عن أهداف أخرى؛ كالقضاء على التميز داخل الأسرة بين الإناث والذكور، وسد منبع الأمية من مرحلة التعليم الأساسي، وإبراز الحق في التعليم، البحث العلمي والتقويم، ناهيك عن محو أمية المرأة والفتاة، خاصة في المناطق الريفية، بالإضافة إلى ربط برامج محو الأمية بالتمهين، مع إدخال برامج ومناهج استقطابية أخرى. - ما هي الإضافة التي قدمتها للجمعية؟ * والله أنني حققت أهدافي والحمد لله، وكما سبق وقلت، كنت سببا في تخرج عدة دفعات من أقسام محو الأمية، كما ساهمت الجمعية في امتصاص البطالة، من خلال الاستراتيجية التي اتبعناها، حيث نجحت الجمعية في القضاء على الأمية، وذلك بالتوعية التي أحدثتها، مع تحقيق التنمية عبر جل المستويات، كما أدركت وتيقنت أن الأمية مرض، وسعيت جاهدة لاستئصاله من المجتمع البومرداسي. - إلى أي مدى توفق صليحة مخرف بين منزلها وعملها؟ * تبتسم، ثم ترد؛ والله إن المرأة العاملة هي الأكثر قدرة على التوفيق بين المنزل والعمل، لأنها تتقن تنظيم وقتها، كما أنها تعتاد على ذلك فيصبح الأمر بالنسبة لها عاديا جدا، وهذا هو حالي، كما أنني أستغل عطلة نهاية الأسبوع لقضاء كل احتياجاتي الأسبوعية، والحمد لله. - كلمة أخيرة لقراء ''المساء''؟ * أتمنى للمرأة التوفيق في كل المجالات، وأن تبرز مكانتها في المجتمع.