يشهد الطريق الفرعي الرابط بين وسط مدينة الرغاية باتجاه جهة الشاطئ، مرورا بمحطة نقل المسافرين، حالات سرقة متتالية للبالوعات التي كانت مثبتة على طول الطريق، حيث أدت الوضعية إلى خلق حفر كبيرة، كثيرا ما أصبحت تتسبب في حوادث مرور عديدة، على غرار اهتراء الطريق الذي بات يشكل خطرا على مستعمليه. أوضح عدد كبير من مستعملي الطريق، أن حالات سرقة البالوعات بالمنطقة أخذت منحى خطيرا في الفترة الأخيرة، بعد أن تم الاستحواذ عليها جميعا، وذلك لإعادة بيعها لأصحاب الخردوات المعدنية الذين يقومون بدورهم بإعادة تحويلها مجددا. وأفاد أصحاب المركبات في حديثهم ل«المساء» التي عاينت المنطقة، أن أغلبية البالوعات مصنوعة من معادن عالية الجودة، وهو السبب الذي جعل الكثير من الشباب الطائش، وبعض المنحرفين يستحوذون عليها لإعادة بيعها لتجار المعادن، مشيرين في معرض حديثهم أن أغلبية البالوعات التي تم تثبيتها على مستوى طول الطريق، وضعت لتصفية النفايات القادمة مع مياه الأمطار، تجنبا لتسجيل أي مضاعفات قد تحدث من ارتفاع لمنسوب المياه. وأضاف محدثونا أن الطريق يؤدي إلى منطقة «الرغاية الشاطئ»، مرورا بالسكنات الجاهزة بحي عميروش «الشاليهات»، إلا أن المنطقة التي شهدت سرقة جميع البالوعات بها هي منطقة لا تشهد فيها حركية كبيرة من قبل مستعملي الطريق، وفي غالب الأحياء، يقتصر استعمالها على أصحاب المركبات هروبا من جحيم العرقلة المرورية بوسط المدينة، حيث اغتنم عشرات الشباب من ممتهني السرقة الهدوء الذي يخيم على المنطقة لسرقتها، مخلفين وراءهم مخاطر كبيرة بالنسبة لأصحاب السيارات الذين كثيرا ما يتكبدون خسائر مادية كبيرة كالأعطاب، جراء سقوط السيارات داخل الحفر. وفي ذات السياق، أكدت المصالح البلدية أن الوضعية أصبحت تشكل على مستوى أكثر من حي، لاسيما بالطرقات المتواجدة بعيدا عن النسيج العمراني، حيث تم تسجيل هذه المخالفات ضد مجهولين، مع أخذ الحيطة لوضع حد للمشكل الذي بات يتكرر في بعض المناطق. وقال نائب مدير التطهير بالمؤسسة الجزائرية ذات التسيير الفرنسي «سيال»، رضا بوداب، في حديثه ل«المساء»؛ «إن حالات سرقة البالوعات انخفضت بداية من 2006، بعد تبني مؤسسة الجزائرية ذات التسيير الفرنسي «سيال» نظام الغلق الرقمي للبالوعات، بعد تعرّض أعداد كبيرة منها للسرقة خلال السنوات الماضية، أو تحطيمها لإعادة بيعها في أسواق المعادن والخردوات، على اعتبارها من بين أجود وأغلى المعادن، مشيرا أن المؤسسة تودع دائما شكاوى على مستوى المصالح المختصة لوضع حد لمختلف أنواع السرقات التي تطال البالوعات، مما يعرض قاطنيها إلى خطر ارتفاع منسوب مياه الأودية النائمة التي عادت للنشاط، إلى جانب وجود أشغال إعادة تزفيت وتهيئة الطرقات التي يترتب عنها تغطية عدد كبير من البالوعات، بسبب عدم احترام بعض الشركات المقاولة المكلفة بالإنجاز للطبيعة الأولية للطريق قبل إعادة التزفيت. وجدير بالذكر أن مؤسسة «سيال» شرعت في استغلال العتاد الجديد الذي دعمت به حظيرتها مؤخرا، ومن بينه؛ عدسات رقمية، مهمتها إعطاء الوضعية التشخيصية لقنوات الصرف الصحي عن طريق شاحنات خاصة تحتوي على صهاريج من المياه، مهمتها دفع الأتربة المترسبة وفق النظام الجغرافي المحدد لأهم مواقع النقاط السوداء التي تستدعي التدخل السريع.