كشف العديد من المسؤولين والمسيرين على مستوى مديرية التربية بولاية وهران; أن مشاريع إنجاز 27 مؤسسة تربوية (14 ثانوية و13 متوسطة) التي تمت مباشرتها منذ العام الماضي، لن يتم تسلمها في الوقت المحدد لها، كما كان مسطرا لها من قبل السلطات العمومية، وذلك بسبب التأخر في انطلاق الأشغال من جهة، وتباطؤ وتيرة العمل من جهة أخرى، إلى جانب عدم وفرة مواد البناء في الوقت المحدد، زيادة على عدم توفر الأيدي العاملة المؤهلة التي بإمكانها تجاوز العجز الحاصل في مجال الإنجاز. ويتوقع المسؤولون أن استلام هذه المؤسسات التربوية لا يمكن أن يكون في الآجال المحددة في دفتر الشروط، مما سيبقي على ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، حيث يصل تعداد القسم الواحد إلى ما بين 40 و42 تلميذا، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على التحصيل العلمي ويتسبب في حالات الفشل الكثيرة لدى التلاميذ الذين لا يتمكنون من استيعاب الدروس وفق المناهج العلمية المتعارف عليها دوليا.ورغم أن المصالح التقنية الولائية خصصت أغلفة مالية جد معتبرة للتمكن من إنجاز هذه المؤسسات التربوية في حينها، وتسليمها في آجالها وفق الشروط المنصوص عليها في دفاتر الشروط مثل؛ التهيئة، التدفئة، المخابر العلمية والمطاعم المدرسية لفائدة التلاميذ نصف الداخلي، إلا أن التأخر في الإنجاز أصبح من المسلمات بحجة قلة اليد العاملة المؤهلة التي يقدمها المقاولون المنجزون في كل مرة، وذلك بالنظر إلى حجم المشاريع التنموية المبرمجة من إدارات عمومية، مؤسسات تربوية، مساكن اجتماعية وغيرها من البنى التحتية التي تسعى السلطات العمومية إلى الانتهاء من إنجازها، حيث أكد مدير الإدارة المحلية بولاية وهران، السيد عبد الخالق صيودة، أنه تم تخصيص 24 مليارا لمختلف اللواحق المتعلقة بعمليات التجهيز، زيادة على الأغلفة المالية المخصصة للإنجاز، حسبما جاء في الدراسات التقنية المعدة من طرف مكاتب الدراسات التقنية. وفي الوقت الذي تسعى فيه المصالح الولائية إلى التقليل من الضغط الحاصل في الأقسام، ومن ثم في تسيير شؤون المؤسسات التربوية، فإن عمليات الترحيل التي تقوم بها المصالح الولائية إلى الأحياء السكنية الجديدة سيزيد من حدة هذا الاكتظاظ، إضافة إلى أنه سيخلق مشاكل كبيرة في حركة النقل بفعل عدم التمكن من تسجيل كافة التلاميذ الناجحين في الثانويات والمتوسطات التي سيقطنون بجانبها، مما يحتم عليهم النهوض باكرا والالتحاق بمقاعد الدراسة في الأحياء التي كانوا يسكنونها، ثم الالتحاق في المساء بالبيوت في أحيائهم الجديدة، وذلك في انتظار الانتهاء من إنجاز المؤسسات التربوية الجديدة مع بداية الموسم الدراسي 2013 / 2014. ورغم أن مختلف نقابات التربية تعترف بأن الأمور ليست سهلة، وأن الدخول الاجتماعي سيكون صعبا على مختلف العائلات، كما كان عليه الحال في السابق، إلا أن التخفيف من الضغط الحاصل على مختلف المؤسسات التربوية في جميع الأطوار، لاسيما الثانوي والمتوسط لا يمكن معالجته إلا بداية من العام الدراسي المقبل، خاصة وأن معاينة ميدانية عادية لمختلف المشاريع المتعلقة بميدان التربية التي يتم إنجازها أو تلك التي هي في طور الإنجاز، تؤكد أن جلها يتراوح في حدود ال 50 في المائة، وأن جل الأشغال لاتزال متأخرة، كما هو الحال بالنسبة لثانوية مرسى الحجاج التي كان من المنتظر استلامها في سبتمبر المصادف للدخول المدرسي المقبل، وهو نفس الأمر الذي تعرفه ثانوية النجمة أو البركي اللتان لم تتجاوز نسبة الأشغال بهما 65 بالمائة، حسب التقارير التقنية الواردة من لدن المقاولين المكلفين بعمليات الإنجاز.