كشفت الأبواب المفتوحة على مديرية الخدمة الوطنية أن هذه الأخيرة لم تكن يوما مجرد واجب وطني مفروض على كل مواطن جزائري، بل هي مدرسة عملت منذ نشأتها على تكوين الفرد الجزائري وأجيال من الشباب، كما ساهمت في بناء أجزاء هامة وحيوية من هذا الوطن العزيز والواسع.ويكفي أن تذكر السد الأخضر والطريق الوطني الجنوبي لتستوعب مدى أهمية الخدمة الوطنية التي تعد مفخرة جميع من تخرجوا منها منذ 1969 إلى يومنا هذا، أما المديرية المركزية للمعتمدية فهي نظرة أخرى في التكوين والتعليم الذي رأت فيه مؤسسة الجيش ضرورة ملحة للتخلص من التبعية التي كانت تخضع لها عشية استرجاع السيادة الوطنية. فتحت مديرية الخدمة الوطنية التابعة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي أبوابها أمام الشباب الراغب في الاطلاع على خدمات وهياكل هذه المصلحة الهامة والحيوية وذلك خلال معرض "ذاكرة وإنجازات" المقام حاليا بقصر المعارض في الصنوبر البحري، وقد اكتشف زوار المعرض أهمية هذه المؤسسة التي لم تكن مجرد قانون إجباري، بل مشاركة فعلية وكاملة من طرف كل المواطنين في جميع المهام ذات المصلحة الوطنية وفي تسيير مختلف القطاعات الاقتصادية والإدارية، إضافة إلى احتياجات الدفاع الوطني. يشير مسؤول جناح الخدمة الوطنية بالمعرض المقدم حكيم بلقاسم إلى جملة من الإنجازات التي قامت بها مصلحة الخدمة الوطنية رغم حداثة نشأتها، التي تعود إلى 1969، غير أنها ساهمت في العديد من مجالات التنمية والمشاريع الكبرى التي لا تزال في خدمة الأجيال الملاحظة من أبناء الوطن ويكفي أن نذكر السد الأخضر الذي يتوقف عنده كل مواطن جزائري ليتمعن في عبقرية المؤسسة العسكرية وإرادة الشاب الجزائري الذي قهر حرارة الصحراء ورمالها ليقيم سدا منيعا يستظل به كل جزائري. طريق الوحدة الإفريقية العابر للصحراء هو الآخر مفخرة في البناء والتواصل بين الشمال والجنوب، إضافة إلى مساهمات عناصر الخدمة وعلى مدار السنوات الماضية في تشييد القرى الاشتراكية، استصلاح الأراضي، مشاريع السكة الحديدية وكذا إقامة السدود والمطارات، إضافة إلى مساهماتهم النبيلة في مواجهة الكوارث الطبيعية، أبرزها زلزال الشلف (الأصنام سابقا)، فيضانات باب الوادي، زلزال بومرداس ومؤخرا الاضطرابات الجوية والثلوج التي حاصرت مطلع جانفي الماضي العديد من الولايات والقرى. وتم خلال المعرض التطرق إلى سياسة الإصلاح التي شرعت فيها مديرية الخدمة الوطنية منذ 2006 والتي ترتكز على تقريب المؤسسة العسكرية من المواطنين والشباب بشكل خاص من خلال إنجاز وفتح مكاتب استقبال وتوجيه للخدمة الوطنية بتعداد 25 مكتبا على أن تتم تغطية جميع ولايات الوطن بهذه المكاتب حتى يتسنى للمواطنين التنقل بسرعة دون تكفل مشقة السفر نحو الولايات المجاورة، خاصة بجنوبنا الكبير. ومن المنتظر أن تتم تغطية جميع ولايات الوطن مطلع العام 2014 بإتمام إنجاز ال 14 مكتبا المتبقية.جناح المديرية المركزية للمعتمدية هيكل آخر يبرز الاحترافية التي حققها الجيش الوطني الشعبي في مجال التكوين؛ فهو مؤسسة قائمة بذاتها تقوم بإسناد مختلف القوات في أوقات السلم والحرب وهي التي تتكفل بتلبية حاجيات الأفراد في الوحدات بالوسائل اللازمة من ألبسة وأمتعة النوم والتخييم والتأثيث وكذا الإطعام والخدمات، إضافة إلى الاحتياجات المادية المتعلقة بالتسيير، كما تسهر المديرية ومن خلال قاعدة بشرية مؤهلة على ضمان الوقاية والسلامة وحفظ الصحة في مجال التغذية المتعلقة بمستخدمي الجيش الوطني الشعبي. ويشير العقيد الطيب كتين، رئيس جناح المديرية المركزية للمعتمدية، إلى أهمية التنظيم على مستوى هذه المديرية التي ترتكز في مهامها على أسس ومبادئ علمية حسب كل اختصاص ونوع المهمة المسندة، مما جعلها تواكب التطورات في المجالات العسكرية والعلمية المرتبطة بالمعتمدية وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي لجميع مصالح وهياكل الجيش، مما انعكس على أداء أفراد الجيش الوطني الشعبي في الميدان، إضافة إلى تميز المديرية بدورها الفعال في تدعيم قواتنا المسلحة بإطارات ذات تكوين راق تساهم بدرجة كبيرة في التحكم الجيد والتسيير الإداري العقلاني للإمكانيات المادية والبشرية الموضوعة تحت تصرف وحدات الجيش الوطني الشعبي.