أثارت زيارة ميت رومني; المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى إسرائيل وما تخللها من تصريحات عنصرية داعمة لسلطات الاحتلال انتقادات فلسطينية واسعة.وسعى رومني خلال زيارته المستمرة منذ ثلاثة أيام إلى القدسالمحتلة إظهار أكبر دعم في مواقفه لإسرائيل في محاولة مكشوفة لكسب ود اللوبي اليهودي الذي تعود له كلمة الفصل في تحديد المرشح الفائز في أية انتخابات رئاسية أمريكية. وبلغت درجة خنوع رومني لإسرائيل حد اعترافه بمدينة القدسالمحتلة “عاصمة موحدة لإسرائيل” وقوله إن القضية ذات الأولوية بالنسبة له الآن هي “الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وليس إقامة دولة فلسطينية”. وهي التصريحات التي أثارت غضب الفلسطينيين الذين اعتبروها “مزايدات انتخابية” لمرشح في سباق الرئاسيات الأمريكية. وتقاطعت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بدءا برئيس الوزراء سلام فياض مرورا بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وفوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في التنديد بشدة بتصريحات رومني وأكدوا أنها تنم عن عنصرية مطلقة ضد الفلسطينيين. وهو ما جعل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يبلغ رومني خلال اجتماعهما في القدس بعد ساعات من تلك التصريحات المتطرفة احتجاج الفلسطينيين، وطالبه بضرورة التراجع عن تلك التصريحات التي أكد أنها “تضر بأي أفق لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة” ودعاه بدلا من ذلك إلى الالتزام بموقف بلاده المعلن بشأن حل الدولتين. كما شدد فياض على أن القدسالشرقية هي “عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة وفقا للشرعية الدولية وحل الدولتين الذي تعتمده الولاياتالمتحدةالأمريكية والأطراف الدولية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”. وكان البيت الأبيض قد اعتبر تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسيات الأمريكية بأنها مثيرة للجدل، خاصة وأن الولاياتالمتحدة لا تعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، حتى أن مقر سفارتها لا يوجد بالمدينة المقدسة، بل في تل أبيب على غرار باقي سفارات الدول الأخرى التي تتعامل مع إسرائيل. ويلوم الفلسطينيون الولاياتالمتحدة لعدم ممارستها ضغوطا كافية على إسرائيل لإلزامها بالوفاء باستحقاقات عملية السلام التي توقفت آخر محادثات مباشرة منها بين الجانبين بداية أكتوبر 2010 بسبب التعنت الإسرائيلي المصر على مواصلة سياسته الاستيطانية رغم مخالفته للقانون الدولي. ويتمسك الفلسطينيون بالقدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 كعاصمة لدولتهم المستقلة وفق مضمون حل الدولتين المعتمد دوليا لتسوية أعقد وأقدم صراع يعرفه العالم.