شدّد الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، السيد بلقاسم ساحلي، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، على ضرورة التعجيل بالاعلان عن الحكومة الجديدة بما يضمن دخولا اجتماعيا هادئا يتكيّف مع التغيرات التي انبثقت عن الاصلاحات السياسية الشاملة. وأكد السيد ساحلي في ندوة صحفية نشطها بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة قبيل انعقاد الاجتماع الدوري للمكتب الوطني وجوب إسراع السلطات في المبادرة بالاجراءات التي من شأنها امتصاص غضب الجبهة الشعبية والتمهيد لدخول اجتماعي ناجح يتكيف مع الحركية السياسية التي شهدتها فترة الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الماضي. معتبرا أن أولية هذه الاجراءات يتمثل في الاعلان عن تشكيلة الجهاز التنفيذي الجديد. وأوضح أن كل الظروف السياسية والقانونية مواتية للإعلان عن تشكيلة الطاقم الحكومي الجديد أو المبادرة باعلان تعديلات ولو جزئية عقب كل استحقاق تشريعي، مؤكدا أنه لابد من الإسراع في تدارك حالة التسيير بالنيابة التي تشهدها أهم القطاعات الوزارية لاسيما قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لكونه مقبلا على الدخول الجامعي 2013/2012. وفي سياق متصل، دعا مسؤول التحالف الوطني الجمهوري الى ضرورة التعجيل بتحديد تاريخ إجراء الانتخابات المحلية المقبلة، بهدف التمكن من استدعاء الهيئة الناخبة وتمكين الأحزاب السياسية التي قرّرت خوض هذه الاستحقاقات من تحضير نفسها بشكل جيد وضبط برامجها الانتخابية لتفادي صدمة التشريعيات السابقة بالنسبة لبعض هذه التشكيلات السياسية. وبخصوص مشاركة الحزب في هذه المحليات، قال السيد ساحلي أننا سنشارك بقوة في هذه الانتخابات باعتبارها خطوة ثانية بعد مشاركة التحالف الوطني الجمهوري في تشريعيات 10 ماي 2012، معتبرا ذلك مساهمة فعالة لإنجاح مشاريع الاصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير للأمة بولاية سطيف. وفي هذا الاطار، سيشارك التحالف في المحليات القادمة حسب أمينه العام بقوائم مشتركة مع تشكيلات سياسية أخرى لم يستبعد تنسيق العمل السياسي معها، وهذا لتحقيق ما اسماه بمضاعفة حظوظ الفوز وإحراز نتائج أفضل من تلك التي حصّلها الحزب في التشريعيات الماضية (3 مقاعد). وعلى الصعيد الدولي، جدّد المتحدث تنديده بالعنف الممارس ضد الشعب السوري الشقيق، داعيا أطراف الأزمة الى ضرورة تغليب للحوار ورفض كل أشكال التدخلات الأجنبية في سوريا بحجة احتواء الأزمة. معرجا على الأوضاع التي تسود الحدود الجنوبية للجزائر والمساعي الحثيثة للتدخلات الأجنبية في دولة مالي. كما ذكّر بالمناسبة بموقف الجزائر الرافض دوما لأي محاولة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول مهما كانت الحجج والذرائع. وعلى الصعيد المغاربي، طالب الأمين العام للحزب بضرورة عمل الدول المعنية على تفعيل اتحاد المغرب العربي وفق نظرة براغماتية تؤسس لسياسة الجوار وتجاوز كل الرواسب والشوائب التي قد تمنع هذه الدول من تجسيد هذا المشروع المغاربي الذي ظل يراوح مكانه لسنوات عديدة. ومن جهته، اعتبر الأمين العام المكلف بالتنسيق على مستوى الحزب السيد سعيد مطاري أن قضية المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة من عدمها لم يحسم بعد، متهما الأمين العام السيد ساحلي بالسعي للخروج عن مسار ومبادئ الحزب واستغلال أصحاب المال خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي الماضي. وللاشارة، شرع أعضاء المكتب الوطني للحزب خلال اجتماعهم في تقييم نتائج الندوتين الجهويتين اللتين انعقدتا في ولايتي سطيف وغليزان من 7 الى 17 جويلية الماضي، حيث ناقشوا عدة نقاط أدرجت في جدول الأعمال على غرار إعادة الهيكلة القانونية للحزب واعادة الانتشار والتموقع على المستوى الوطني تحسبا للمواعيد الانتخابية المقبلة. كما خصّص أعضاء المكتب الوطني للتحالف الوطني الجمهوري اجتماعهم هذا لمناقشة واقع العلاقات الجزائرية- الفرنسية مع التغيير النوعي في طبيعتها وهذا منذ وصول الرئيس فرنسوا هولاند إلى الحكم مع تقييم الزيارة التي سيقوم بها إلى الجزائر لاحقا.