أدت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بقسنطينة خلال الأيام الفارطة إلى فساد كميات كبيرة من اللحوم لدى الجزاريين الذين قاموا برمي جزء كبير من هذه السلعة سريعة التلف في ظل درجات الحرارة العالية وتعطل مبردات المحلات عن العمل لمدة تتجاوز الفترة المسموح بها بيولوجيا. فيما أغلق بعض الجزاريين محلاتهم تجنبا لمزيد من الخسائر، وخلق الأمر اضطرابا في السوق بين العرض والطلب، حيث استمر الطلب على نفس الوتيرة فيما عرف العرض تناقصا ملحوظا للأسباب السالفة ونتج عن ذلك ارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء التي قفزت عتبة الألف دج للكيلوغرام الواحد (السعر المسجل خلال الأسبوع الأول من رمضان) إلى عتبة 1200 دج في الأسواق الشعبية و1400 دج عند الجزاريين، فيما ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء هي الأخرى بسبب أزمة الكهرباء التي عاشتها الولاية خلال الأسبوع الفارط، حيث فاق سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج حدود ال 300 دج ليصل في بعض المناطق إلى 320 و340 دج للكيلوغرام الواحد. ارتفاع الأسعار خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان لم يشمل اللحوم فقط، بل امتد ليشمل سلعا أخرى على غرار الخضر والفواكه التي شهدت هي الأخرى منحى تصاعديا، خاصة الخضر التي يكثر عليها الطلب والتي تعد من أساسايات مائدة الإفطار على غرار الطماطم التي وصلت عتبة 60 دج، شأنها شأن البطاطا التي لم يتعد سعرها 35 دج في الأيام الفارطة، وفاق سعر الخس عتبة 80 دج ليصل في بعض الأسواق إلى 100 دج، كما تضاعف بمرتين سعر البصل ليصل إلى 40 دج للكيلوغرام ووصل سعر الخيار والجزر إلى 70 دج لليلوغرام الواحد. وأخذت أسعار الفواكه هي الأخرى نفس أسعار الخضر، حيث تعدت مجمل الفواكه عتبة 200 دج للكيلوغرام على غرار العنب الأحمر الذي استقر عند هذا السعر للكيلوغرام الواحد في حين تعدى سعر الكيلوغرام الواحد من التفاح الأخضر هذا السعر بحوالي 40 إلى 50 دج، وهو نفس المصير الذي عرفته أسعار فاكهة النيكتارين، أما التمور فقد فاق سعرها ال 400 دج للكيلوغرام الواحد. ورغم هذه الزيادات غير المبررة في الكثير من الأحيان، تبقى الأسعار مرشحة للارتفاع بأسواق قسنطينة على غرار ما ألفناه في السنوات الفارطة خاصة مع اقتراب عيد الفطر.