تواجه المجموعة الدولية الأزمة السورية بسلبية غير مسبوقة لا تضاهيها إلا تلك التي يتم التعامل بها مع القضية الفلسطينية.. إنها السلبية التي أفشلت مهمة كوفي عنان الأمين العام السابق لهيأة الأممالمتحدة الوسيط العربي- الأممي المشترك في الازمة السورية، وهي السلبية التي يتوقع لها الملاحظون أن تفشل مهمة الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. ومن يسمع السيد الابراهيمي وهو يتحدث عن مهمته يدرك أن نجاحها وفشلها يتوقف على المجموعة الدولية، موضحا أن فشل وساطته لن يكون فشلا شخصيا له بل فشلا لسياسة لأمم المتحدة تجاه الأزمة السورية. والمتتبع لهذه الأزمة يدرك دون بذل جهد أنها لن تنتهي غدا في ظل تمسك الأطراف الداعمة لطرفي الأزمة بمواقفها المتناقضة والشروط المسبقة والتعجيزية في مجملها. ذلك أن ليس من السهل اشتراط رحيل النظام الذي حكم سوريا منذ عقود لفسح المجال لمعارضة مسلحة قامت بالأمس ولم تتمكن أجنحتها السياسية من الاتفاق على موقف موحد حيث فشلت معها كل المحاولات لجعلها تتوحد وتوجد هيئات وآليات تعمل من خلالها مجتمعة لمواجهة النظام رغم الدعم الدبلوماسي والمخابراتي والعسكري الذي وفره ويوفره الداعمون للمعارضة المسلحة في هذا البلد الذي تسيل دماء ابنائه خدمة لأجندات تستهدف المنطقة بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة.