الطبيعة في بلادنا مهددة بعدة عوامل، فإذا كان الاسمنت قد زحف على الاخضر وحول المساحات الخضراء الشاسعة الى بؤر عجزنا حتى الآن عن تسوية أوضاعها، فإن الحرائق باتت هي الاخرى تشكل بدورها أكبر خطر على أكبر ثروة طبيعية وهي الغابات، وفي غياب الصرامة تتعرض هذه الثروة إلى التدمير اليومي من قبل فاعلين لا ضمير لهم، عجزت السلطات المعنية عن وضع حد لممارساتهم التي تتكرر صيفا وفي كل المناطق التي تزخر بهذه الهبة الإلهية التي لعبت دورا فاعلا في حماية الثورة التحريرية المباركة وساهمت في التوازن البيئي.إن السكوت عن هذه الافعال المدمرة للطبيعة ولمقومات حياة الانسان، يعد هو الآخر جرما لا يقل خطورة عن القتل في حد ذاته، ليس على من اقترفها فقط بل حتى على المسؤولين الذين قلما يصلون إلى الفاعلين بسبب التهاون والتسيب. لذا وجب التساؤل هنا لماذا تسكت الجهات المعنية بحماية هذه الثروة عن مصارحتنا بالفاعل المدمر لهذه الثروة الثمينة التي يصعب تعويضها؟ إن غياب الصرامة في التعامل مع هذه الظاهرة، وكذا غياب الحس المدني لدى المواطن في المناطق التي تتعرض يوميا للحرائق والتدمير، يعتبر دعما للفاعلين الذين لا يتوقفون عن إهدار هذه الثروة الثمينة بحجج مختلفة وبالتالي فالمصيبة تكمن هنا.