لازالت الحرائق المهولة التي ضربت عدة بلديات بعاصمة الكورنيش جيجل نهاية الأسبوع الماضي تلقي بظلالها القاتمة على مسرح الأحداث بالولاية (18) سيما بعد الكشف عن الحصيلة الأولية للخسائر التي خلفتها هذه الحرائق التي لم تشهد لها جيجل مثيلا منذ قرابة 30 سنة . واذا كانت مصالح الحماية المدنية وكذا وحدات الإطفاء قد تمكنت من التحكم في أغلب الحرائق التي ضربت إقليم الولاية خلال عطلة نهاية الأسبوع والتي قدر عددها ب(37) حريقا وذلك بمساعدة أفراد الجيش الوطني الشعبي وكذا وحدات الحماية المدنية التي قدمت من بعض الولايات المجاورة على غرار سطيف ، ميلة وقسنطينة احتواء مخلفات هذه الحرائق أضحى الشغل الشاغل للسلطات الولائية التي تعهدت على لسان المسئول الأول بالولاية أو بالأحرى الوالي بالتكفل التام بالعائلات التي تضررت منازلها ان بشكل كلي أو جزئي من جراء هذه الحرائق وذلك من خلال إيوائها المؤقت في انتظار إعادة بناء بيوتها المدمرة بالاعتماد على المساعدات الخاصة بالبناء الريفي ، كما وعد الوالي بتعويض الفلاحين الذين تضررت ثروتهم الحيوانية وحتى حقولهم بفعل هذه الحرائق وذلك من خلال منحهم مساعدات خاصة في إطار برنامج التنمية الريفية وهي الوعود التي ارتاح لها المتضررون وبالأخص ببلديتي الشقفة وبرج الطهر باعتبارهما الأكثر تضررا من الحرائق المذكورة التي أتت على العشرات من رؤوس الماشية بهاتين البلديتين الجبليتين .وفي سياق متصل بالحرائق المهولة التي ضربت أكثر من (15) بلدية بعاصمة الكورنيش جيجل كشفت مصالح الغابات في حصيلة أولية عن تدمير أكثر من (2000) هكتار من الغابات خلال حرائق نهاية الأسبوع الماضي لوحدها وهو مايمثل أكثر من ضعف المساحة التي أتت عليها نيران الصيف الماضي التي لم تتجاوز حصيلتها ال»700» هكتار وهو مايعكس بوضوح حجم الدمار الهائل الذي ألحقته حرائق هذا العام بالمساحات الغابية على مستوى جبال الولاية (18) التي استعاضت عن لونها الأخضر الأخاذ بلون داكن السواد ، كما كشفت الإحصائيات الأولية التي أعدتها المصالح المختصة عن هلاك أكثر من ألفي شجرة مثمرة وبالأخص أشجار الزيتون التي تذر على أصحابها الملايين وهذا دون الحديث عن بقية الأشجار النفعية الأخرى علر غرار البلوط والصنوبر الحلبي التي تم تدمير الآلاف منها بفعل ذات الحرائق التي ستبقى ذكرى سيئة جدا في الذاكرة الجماعية للجواجلة . م/مسعود