من المفارقات العجيبة في واقع الرياضة الجزائرية، أن الرياضيين متحدي الاعاقة، قد انتصروا على الاسوياء الذين يأكلون ويشربون وينامون بدون مشاكل. يتدربون ويجرون بدون معوقات، والنتائج المسجلة حتى الآن في اولمبياد لندن، تجسد هذا الطرح وتذهب في الاتجاه الذي يقول على وزارة الشباب والرياضة التي يوجد على راسها الآن وزير على دراية بواقع قطاعه، ان تحدث ثورة على الأوضاع الحالية التي تبشر بسوء العاقبة في المحافل القادمة، إذا لم تكن هناك جرأة وصرامة في معاقبة المتسببين في الحصيلة السلبية جدا لرياضيينا الأسوياء .. إن ما يتحقق الآن في لندن من نتائج لفئة متحدي الاعاقة، يؤكد بأن هذه الفئة جديرة بأن تحظى بالتكريمات السخية عند عودتها من عاصمة الاولمبياد، بل وجديرة ايضا بأن تمر إلى الواجهة من خلال تسليط الضوء عليها في كل البرامج المستقبلية التي تطرحها الوصاية في أي إصلاح تنشده، حتى لا تبقى هذه الفئة في الدرك الاسفل عند توزيع ميزانية القطاع او تبقى رهينة ما تجود به القلوب الرحيمة التي عادة ما تكون السباقة الى دعم الجمعيات التي تعنى برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي يضطر المشرفون عليها إلى طرق الابواب من اجل الحصول ولو على قليل من المال. إن الذي يكد ويجتهد وينجح ويساهم في إعلاء راية بلاده، لا يجب بأي حال من الاحوال أن تنسى إنجازاته هذه بمجرد زوال الحدث، والنتائج التي حققها هؤلاء الابطال في أولمبياد متحدي الاعاقة جديرة برأي كل الجزائريين الذين سعدوا لها، بأن تثمن عند كل تقييم مستقبلي لواقع الرياضة الجزائرية، لأن ذلك سيكون من بين الحوافز التي ستدفع بممثلي هذه الفئة إلى البروز والتألق والنجاح أكثر في المستقبل، وربما تخرج الاسوياء الذين عادوا قبل ايام من لندن في صمت وتحت جناح الظلام، من سباتهم العميق، ليتعلموا من فئة الابطال الجدد وليأخذوا العبرة من برحال وكمال كرجنة وصايفي الذين يملكون الوصفة التي كانت وراء سابقة التحدي الاكبر في رياضة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. ولا شك أن وزير الشباب والرياضة الجديد العارف بواقع القطاع سيبني على مثل هذه الملاحظات والاستنتاجات التي تحولت مع مرور أيام اولمبياد لندن لذوي الاحياجات، إلى مادة دسمة في حديث الشارع الرياضي.