حظيت القضية الصحراوية وكفاح الشعب الصحراوي المشروع من أجل الحرية والاستقلال باهتمام كبير من قبل عديد الوفود المشاركة في أشغال الدورة ال 67 للجمعية العامة الأممية بمدينة نيويوركالأمريكية. وتقاطعت مواقف غالبية المشاركين بالتأكيد على ضرورة الإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في اختيار مستقبله بكل حرية. في هذا السياق، دعا الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما “المجتمع الدولي إلى دعم الكفاح الذي يخوضه هذا الشعب من أجل تقرير المصير”، مجددا تشبث بلاده بدعم كفاحه ونضاله المستمر من أجل الحرية والعيش الكريم. وأعرب الرئيس الناميبي هيفيكبوني بوهامبا عن “انشغال بلاده لعدم تمكين الصحراويين من ممارسة هذا الحق الذي تكفله لهم كل الشرائع الدولية”، داعيا إلى “التنفيذ الفوري وغير المشروط لخطة الأممالمتحدة للتسوية وتنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية”. ولم تخرج مداخلة رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي عن هذا السياق، بعدما أكد “التزام بلاده بمواصلة دعم حل عادل ودائم ومقبول لدى طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب ينص على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة”. والموقف نفسه أكده وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي، الذي نقل “دعم بلاده الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي للتوصل إلى حل دائم ومتفق عليه”، وقال إن موريتانيا “تتابع باهتمام شديد تطورات القضية الصحراوية وتعرب عن أملها في التوصل إلى حل عادل ودائم من شأنه الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة والمساهمة في بناء مغرب عربي مزدهر”. وبينما عبر وزير خارجية الموزمبيق أولديميرو موركيس عن “انشغال بلاده لتأخير تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، الذي وافق عليه الطرفان تحت رعاية الأممالمتحدة”، أكد نظيره الأرغواياني لويس ألماغو أن “أي حل لهذه القضية يجب أن يستند إلى القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ويحترم إرادة الشعب الصحراوي وحقوقه”، مبرزا -في الوقت نفسه- أن بلاده التي ما فتئت تدافع عن مبدأ تقرير المصير تعرب عن أملها في التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول لقضية تعد آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. بالتزامن مع ذلك، أشاد البرلماني الفرنسي هرفي فيرون، أمس بالجزائر العاصمة، بمستوى “نضج” و«تنظيم” الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل حريته واستقلال بلده المحتل من قبل المغرب منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقال فيرون وهو منتخب اشتراكي لدى عودته من زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين “لقد ذهلنا لمستوى تنظيم المجتمع الصحراوي”. وأشار فيرون، الذي كان مرفوقا بجان بول فينشولان رئيس بلدية ونائب رئيس المجلس العام لمنطقة مورث لا موزال وفيليب لوكلار رئيس الجمعية الفرنسية للتضامن مع الشعب الصحراوي إلى أنه قام في مخيمات اللاجئين الصحراويين بزيارة روضات أطفال ومستوصفات ومستشفى متخصص، حيث لاحظ “تنظيم محكم”. وبينما أعرب عن أسفه لكون القضية الصحراوية لا تزال مجهولة لدى شرائح واسعة في المجتمع الفرنسي، أكد أنه لن يدخر جهدا في التعريف بعدالة هذه القضية لدى عودته إلى فرنسا. واعتبر المنتخب الفرنسي أنه ومع الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند “يمكن أن تتغير الأمور”، مشيرا إلى أن أمله كبير في “تغير موقف فرنسا” في هذا الشأن. والتقى البرلماني الفرنسي خلال وجوده بالمخيمات كبار المسؤولين الصحراويين من بينهم الرئيس محمد عبد العزيز، الذي أطلعه على وضع شعبه في أراضي الصحراء الغربيةالمحتلة.