أبدى وزير الموارد المائية، السيد حسين نسيب، أول أمس، استياءً من تأخر أشغال عملية تهيئة وتنظيف مجاري الاودية بولاية الطارف، تحسبا لفصل الشتاء، رغم تخصيص الوزارة مبلغ 1.157 مليار دج في إطار الاجراءات الاستعجالية لحماية المنطقة من الفيضانات، مما جعل الوزير يعلن عن تخصيص 10 ملايين دج كمبلغ إضافي لتسريع وتيرة الاشغال، كما طالب السلطات المحلية بتنصيب لجنة لتسيير بحيرة طونقة وتنظيف مياهها التي تعاني من التلوث. وبغرض الوقوف على سير أشغال عمليات تنظيف أودية الطارف تنفيذا للإجراءات الاستعجالية المتخذة من طرف الحكومة على خلفية فيضانات وادي سيبوس شهر فيفري الفارط، وقف وزير القطاع وعدد من إطارات الوزارة على أكبر مشاريع تهيئة لكل من وادى بوخميرة ببلدية عشاطة، ووادي مفرغ الذي يستقبل مياه ثلاثة أودية هي الكبير، بوهلالة وبوناموسة، حيث دعا ممثل الحكومة إلى الاسراع في أشغال التهيئة وتنظيف مجاري الاودية تحسبا لفصل الشتاء، مع إحالة مهمة تسيير ومراقبة وتنظيف الاودية مستقبلا لمديرية الري التي سيتم تدعيمها على غرار باقي المديريات بالتجهيزات والاموال اللازمة، مشيرا إلى أن اولويات الحكومة اليوم هي تحسين الخدمة العمومية بالدرجة الاولى وحماية الثروة المائية. وبسبب استنفاد كل الغلاف المالي المخصص لتطهير وتنظيف الاودية وبلوغ نسبة تقدم الأشغال 60 بالمائة فقط قرر الوزير تخصيص غلاف مالي ثان للولاية بقيمة 10 ملايين دج، شرط ان يتم جلب التجهيزات الضرورية لتنظيف عمق الاودية. وبموقع مشروع تهيئة الحوض المتدفق لوادي المفرغ طالب الوزير المسؤولين بعدم انتظار الدراسات التي يجري إعدادها حول وضعية نزوح الرمال من شاطئ البحر لتسد مداخل الوادي، والاسراع في أشغال تهيئة مجرى الوادي وكل الاودية التي تصب فيه في انتظار إطلاق مشروع انجاز قناة بطول 5 كيلومترات، بغرض صرف مياه الامطار وتوجيهها نحو البحر لحماية سكان عاصمة الولاية من الفيضانات. وعلى المدى البعيد يتوقع إنجاز ثلاثة سدود ويتعلق الأمر ببوخروفة، بولطان وبوناموسة بغرض جمع مياه الامطار، مع ضمان عملية التحويل ما بين السدود لتوفير مياه الشرب لسكان الولاية والمناطق المجاورة. وخلال تقديم شركة إنتاج وتطهير المياه للطارف وعنابة «سياتا" عرضا حول واقع تموين السكان بمياه الشرب، أبدى الوزير استياءه من التسيير السيئ للشركة التي رغم توفر المياه بالكميات المطلوبة تستفيد 8 بلديات فقط من أصل 24 من مياه الشرب يوميا، ملحا على الإسراع في وتيرة اشغال صيانة وتوسيع شبكات توزيع المياه والرفع من عدد البلديات التي تستسفيد من توزيع المياه بشكل يومي قبل فصل الصيف المقبل، على ان تحترم الشركة اجال تسليم مختلف المشاريع التي تم إطلاقها. ولدى اطلاع الوزير على الدراسة المعدة لحماية عدد من المناطق الرطبة بالولاية على غرار بحيرة طونقة، اوبرة وبحيرة الطيور، دعا السلطات المحلية الى تنصيب لجنة متعددة الاطراف تضم مصالح الري، البيئة والفلاحة لتسيير مثل هذه المساحات المحمية، مؤكدا أنه سليتقي بنظيره وزير الفلاحة والتنمية الريفية لبحث مصير هذه المحميات وضرورة حماية محيطها ومياههما من التلوث، خاصة بعد تعفن المياه بسبب تحلل النباتات والاتربة بها. وعلى هامش الزيارة التي تميزت بتدشين خزانين بطاقة الف متر مكعب بعاصمة ولاية الطارف وتفقد عدة مشاريع تابعة للقطاع، أكد السيد نسيب أن كل المنشآت التي تعد عبر التراب الوطني ستكون حسب الاطر الطوبوغرافية لكل منطقة وسيكون اهتمام الوزارة خلال السنوات المقبلة منصبا على حماية كل المسطحات المائية والاعتناء بها وهو ما يحمي المحيطات الحضرية من الفيضانات بنسبة 80 بالمائة، وعليه سيتم وضع مخططات تدخل لكل الولايات مستقبلا تتعلق بعدة محاور منها ما يتعلق بتوفير مياه الشرب والصرف الصحي، ومنها ما يتعلق بجمع كل مياه الامطار خاصة وأن الجزائر تقع ضمن المناطق شبه الجافة. وردا على سؤال للصحافة حول إشكالية انقطاع التيار الكهربائي على محطات الضخ وما يترتب عنه من تذبذب في الانتاج اكد الوزير أن هناك دراسة يتم إعدادها على مستوى الوزارة لتحديد العقبات واقتراح الحلول لها بالتنسيق مع مجمع سونلغاز.