كشف وزير التجارة، السيد مصطفى بن بادة، أن الجزائر وقعت لحد الآن على خمس اتفاقيات ثنائية في إطار مسار انضمامها للمنظمة العالمية للتجارة في انتظار أربع اتفاقيات أخرى خلال سنة 2013، مضيفا في هذا السياق أن الهدف الذي نصبو إليه هو الوصول إلى التوقيع على 20 اتفاقية ثنائية قبل الانضمام للمنظمة. وكشف الوزير، أمس، على هامش افتتاح دورة تكوينية لصالح إطارات من البلدان العربية التي تسعى إلى الانضمام إلى المنظمة حملت عنوان "التسهيلات والتعهدات الممنوحة من الدول العربية الساعية للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية" بفندق السوفيتال بالعاصمة، عن نيته في الوصول إلى إبرام المزيد من الاتفاقيات الثنائية لا تقل عن 20 اتفاقية قبل الانضمام إلى هذه الهيئة، وبالرغم ما لمثل هذه الاتفاقيات من أهمية خاصة بالدعم التقني فهي تعطي دعما سياسيا لمسار الملف ككل وتساهم في جر المفاوضات المتعددة الأطراف إلى أكثر سرعة، وأوضح في هذا السياق أن الجزائر لديها اتصالات دائمة مع الشركاء الأساسيين لاسيما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. من جهة أخرى، أرجع وزير التجارة سبب تأخر الجزائر في الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة إلى الظروف التي مرت بها في التسعينات قائلا "لولا تلك المرحلة لكانت عضوا مؤسسا لهذه المنظمة، مؤكدا أن مسار الانضمام إلى المنظمة يبقى مسارا معقدا، حيث عبرت الجزائر عن هذا الموضوع بشكل رسمي خاصة وان المادة 12 من قوانين المنظمة التي تتحدث عن المفاوضات بشكل عام وعن ضوابط الدخول تبقى غامضة وتشكل عقبة في وجه انضمام الكثير من الدول. وتأسف المتحدث لما أسماها سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع ملفات المفاوضات بالنسبة لبعض الدول دون غيرها قائلا أن الجزائر بقدر ما تحرص على الدخول في أسرع وقت للمنظمة تحرص في نفس الوقت على الدفاع عن مصالحها الاقتصادية الحيوية. وقال المتحدث إن الانضمام ليس هدفا في حد ذاته وإنما الهدف الأساسي هو الانفتاح على المنظومة الاقتصادية العالمية وكذا على النظام التجاري العالمي المتعدد الأطراف نظرا لفوائده المتسمة بالشفافية والتوازن في العلاقات رغم أن الأزمة العالمية الأخيرة كشفت أن هذه القواعد لم تحترم حتى من طرف الدول المؤسسة. وكانت وزارة التجارة قد أعلنت، شهر فيفري المنصرم، أن الجزائر قامت خلال مسار انضمامها للمنظمة بتوقيع خمس اتفاقيات ثنائية مع كل من الأرجنتين والاورغواي والبرازيل وفنزويلا وكوبا، مشيرة إلى أن ثلاث اتفاقيات أخرى جاهزة للتوقيع مع أستراليا وسويسرا ونيوزيلندا. يشار إلى أن الجولة ال11 من مفاوضات انضمام الجزائر لهذه المنظمة كانت مقررة في شهر جويلية الماضي وتم تأجيلها إلى تاريخ لاحق عقب التغيير الذي طرأ على رأس مجموعة العمل المكلفة بانضمام الجزائر لهذه المنظمة.