قال الكاتب الصحفي حميد قرين أن اختياره للشخصيات التي يكتب عنها يأتي بطريقة عفوية وغير مخطط لها، مضيفا أنه مع ذلك يرتكز على تلك التي تتصف بالوفاء والاخلاص والنية الصادقة وحب البلد. وأضاف الكاتب قرين في برنامج “موعد مع الكلمة”، أول أمس، بقاعة الأطلس، بخصوص كتابه الجديد “على دروب ذاكرتي” عن دار القصبة، أنه تلقى تأنيبا من بعض القراء لاختياره بعض الشخصيات التي قيل له إنها غير نزيهة معتبرا انه مجرد صحفي كاتب وليس محققا وبالتالي قد تغيب عنه بعض الحقائق التي تمس الشخصيات التي يكتب عنها في البورتريهات ولو عرف ذلك، ما كتب عنها. وأشار الكاتب إلى أنه اختار حوالي مائة بورتريه من ضمن جميع البورتريهات التي كتبها في جريدة يومية ليضعها في كتابه الأخير، معتبرا أنه لم يختر بعض البورتريهات التي أثارت جدلا كبيرا وتعرض بسببها لمضايقات وشتائم علاوة على تلك التي تمس شخصيات تجاوزها الحدث مثل وزير الثقافة الفرنسي الأسبق فريدريك ميتران الذي لم يعد في منصبه. وقال قرين انه رفض الكتابة عن شخصيات معروفة وتحظى بالشهرة بل اختار الكتابة عن تلك التي كان لها حضور في بناء مستقبل البلد بيد أنها بقيت في الخفاء مضيفا انه حاد عن هذه القاعدة بالنسبة لبعض الشخصيات البارزة جدا ومن بينها المجاهدة زهرة ظريف التي انبهر بقوة حججها أمام الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي أثناء لقائهما في ندوة بفرنسا. وأكد قرين انه يكتب بذاتية كبيرة وبسعادة أكبر، مضيفا انه ليس من الكتاب الذين يقولون انهم يكتبون بمعاناة كبيرة، معتبرا انه لا يبحث عن الشهرة فهو ليس السياسي الذي يحتاج إليها قائلا: “لو عرفك شخص واحد فأنت فائز”، بالمقابل قال الكاتب أنه يعيب على بعض الكتاب الجزائريين كتابتهم عن الجزائر بنظرة خارجية، مطالبا بأن يُكتب عن الواقع المعيش للجزائر. واوضح قرين انه سعيد حينما يقال له أنه يكتب باسلوب بسيط، مشيرا إلى انه يعتقد أن الكتابة المعقدة يُقصد منها غياب الموهبة، مضيفا انه حدث له أن طلب من حارس في جريدة كان يعمل فيها، قراءة مقالاته قبل أن يقدمها، كما كان يحذف كل كلمة يقول عنها الحارس أنها غير مفهومة وهذا بدون نقاش، مضيفا في هذا السياق انه لا يقرأ لبروست لأنه يشعر باختناق امام تعقيدات كتاباته. وتحدث قرين في هذا اللقاء، عن بعض النوادر التي ارتبطت باختياره لبعض الشخصيات فقال انه كتب عن زروال لشدة تواضعه كما كتب عن الرئيس بن جديد وبالأخص عن حبه الفكاهة، وعن حسين ايت احمد وعن بن فليس وزهرة ظريف ولويزة اغيل احريز وياسف سعدي والشاعر جمال عمراني والمغني مامي والأديب رشيد بوجدرة وغيرهم. وكتب قرين أيضا عن أشخاص من العامة قال انه تاثر بطباعهم أو بصفة من صفاتهم مثل شخصية يزيد الوسيم الذي يقطن في استراليا، حيث التقى به قرين حينما كان مسؤولا باتحادية الملاكمة فكان يرفض أن يتعشى مع الوفد الجزائري المشارك في تظاهرة رياضية بسيدني ويوما ما دعاه إلى بيته للعشاء بمناسبة الاحتفال بميلاد زوجته فذهب قرين وطبيب الفريق الوطني إلى بيت يزيد واندهشا من قبح زوجته العجوز وحينما لمح قرين إلى امكانيه اختيار أخرى على الاقل فأجابه يزيد الوسيم (الذي من الواضح انه لا يدرك جماله) “هذا ما حلبت البقرة”. كما تطرق قرين إلى محل لبيع المثلجات يقع في حي راق بضواحي العاصمة، لجأ إليه رفقة عائلته في رمضان الفارط ولكنه طلب منه المغادرة بحجة توافد المشترين الكبار عليه وتساءل قرين عن سبب “الطرد” الموجه فقط للجزائريين من غير الأجانب فقيل له انه “جزائري يمكن أن يتفهم هذا الامر” وفي هذا السياق، طالب قرين من الصحافة أن تكتب عن تدهور الخدمات في الجزائر، معتبرا أن الزبون لم يعد “السلطان” بل أصبح يتعرض إلى الاهانات وكانه “كلب” وهو ما عاشه بالإضافة إلى الردود التي تلقاها عبر الانترنت من طرف اشخاص تعرضوا لمواقف مشابهة.