وبدت صاحبة الصوت العذب أنيقة بقفطانها التقليدي ذي اللونين الأزرق والفضي الذي ارتدته بهذه المناسب، وطبعا أمتعت الحاضرين بأدائها مجموعة أغان من التراث الفلسطيني منها "هادي يا بحر" و«وين". وواصلت سناء وصلتها بغوصها في رصيد الأولين من خلال أدائها ليلة الجمعة أغنية "يما" المستمدة من التراث الخالص لشمال فلسطينالمحتلة، لتنتقل إلى أغنية "موطني" وهي واحدة من أناشيد الثورة المسلحة التي تحمس الجمهور الجزائري ثم أعادت المطربة أداء أغنية "من جبالنا" كتكريم للجزائر والتي حياها الجمهور على أدائها مطولا. وتغني سناء موسى ضد المحاولات المتكررة لطمس تاريخ شعبها وتراث وحضارة بلدها وتحيي أيضا إصرار الفلسطينيين على الحفاظ على هويتهم من خلال إرادة المحافظة على الأغاني الشعبية لمختلف المناطق الفلسطينية وهذا باعتبار الأغنية شكلا من أشكال المقاومة بما تحمله من أغاني وطنية في طابع الإنشاد. وورثت الفنانة وهي طالبة في الطب حب الغناء الأصيل عن والدها وهو مغني وموسيقي معروف في بلاده وفي الوطن العربي وتسعى لأن تكون وصية على الذاكرة والتراث من خلال عبورها العديد من المناطق ومحاولتها تسجيل الأغاني التي تحكي "الحكايات القصيرة التي تصنع الحضارات العظيمة" مانحة صوتها لأولئك الذين لا يحق لهم الكلام. وقالت في هذا الصدد "كان مشروعا عزيزا على قلبي أن أغني لبلدي ولشعبي وتذكر إرادة البقاء مرتبطين بنفس الحضارة والغناء لتأصل الفلاحين الذين أحبوا السماء بسبب حبهم للأرض وللأمهات اللواتي لا يزلن يأملن بعودة أبنائهن". وأفسحت المطربة سناء بعد ساعة من الغناء المجال للفرقة المحلية "روضة الحبيب" الحائزة على الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للإنشاد بقالمة والتي أدت أغنية "بلادي" التي أعدها شاعر الفرقة محمد شايطة خصيصا بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال. كما أدت أناشيد دينية مختلفة. وحسب أحمد علمي رئيس المجموعة فإن هذه الفرقة "تعمل على إحياء فن سامي ونبيل على أسس الموسيقى الأصيلة" وتأمل أيضا إعطاء فرصة للمواهب الشابة في مجال الإنشاد.