اقترح الوزير الماليزي للطاقة والتكنولوجيات الخضراء والمياه السيد داتو سري بيتر شين فاه كوي، أمس، على وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسي بن حمادي عرض تجربة ماليزيا في التكنولوجيات الخضراء والبناء المحافظ على البيئة، مع تنظيم منتدى بين رجال أعمال البلدين نهاية شهر جانفي المقبل بغرض تقريب الرؤى واقتراح العديد من مشاريع الشراكة بين البلدين في عدة قطاعات مع استغلال التكنولوجيات الخضراء في قطاع الاتصالات. كما صرح الوزير الماليزي للصحافة عقب محادثاته مع وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن زيارته للجزائر تدخل في إطار تنويع ودفع علاقات الشراكة بين البلدين مع تنفيذ توصيات اللجنة المشتركة الجزائرية الماليزية التي اجتمعت شهر ماي الفارط بالجزائر، مؤكدا عزم الحكومة الماليزية على وضع خبرتها في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الطاقة والصناعة في متناول رجال الأعمال الجزائريين للاستفادة منها وعدم الوقوع في نفس الأخطاء، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيات الخضراء والسياحة الخضراء التي قطعت فيها ماليزيا أشواطا كبيرة. وبمناسبة الزيارة اقترح ضيف الجزائر تنظيم منتدى بين رجال الأعمال الجزائريين والماليزيين نهاية شهر جانفي المقبل بالحظيرة المعلوماتية لسيدي عبد الله بغرض تنظيم لقاءات عمل مباشرة بين رجال أعمال البلدين لاقتراح مجموعة من مشاريع الشراكة في العديد من المجالات، وما على السلطات الجزائرية إلا تحديد طلبات السوق الوطنية بغرض تسهيل اللقاء بين المتعاملين. من جهته، أكد موسى بن حمادي أن التجربة الماليزية في الاتصالات لا يمكن الاستهانة بها لذلك تقرر تفعيل توصيات ومذكرة التفاهم الموقع بين البلدين في إطار اللجنة المشتركة الجزائرية-الماليزية، مع الاستفادة من الخبرة في مجال التكنولوجيات الخضراء في إنجاز الحظائر المعلوماتية بكل من وهران وعنابة، مع اقتراح ما يمكن تعديله في الحظيرة المعلوماتية للمدينة سيدي عبد الله التي تعتبر قطبا حيويا للقطاع. وعلى هامش اللقاء أشارت مصادر من سفارة ماليزيا بالجزائر عن تقدم المشاورات بين حكومتي البلدين بغرض التوقيع في القريب العاجل على مجموعة من مشاريع التعاون في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال تخص تطوير الحكومة الالكترونية بالجزائر، مع تشجيع الشباب على تطوير المحتوى الجزائري من ناحية البرمجيات من خلال سهر مؤطرين ماليزيين على تكوين القدرات البشرية الجزائرية، بالإضافة إلى اقتراح طرق عصرية لتسيير وتطوير الحظائر التكنولوجية مع نقل التجربة الماليزية في مجال التصديق الالكتروني وتأمين التجارة الالكترونية. وبخصوص ملف الأمن المعلوماتي، أشارت مصادرنا إلى أن ماليزيا عملت على مساعدة الجزائر لقبول طلبها للانضمام للمركز الدولي “أمباكت” المتخصص في مكافحة القرصنة المعلوماتية وضمان الأمن المعلوماتي، الأمر الذي يعتبر خطوة نحو عصرنة الخدمات التكنولوجية وهو ما يتماشي وعملية تطوير المحتوى المعلوماتي الجزائري ويساعد في حل العديد من قضايا القرصنة المعلوماتية على مستوى العدالة. كما استقبل الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أمس، وزير الطاقة والتكنولوجيات الخضراء والمياه الماليزي وسمح اللقاء الذي جرى بحضور وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي ببحث علاقات التعاون بين البلدين وكذا سبل ووسائل تعزيزها”. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أول أمس بمقر وزارته عقب استقبال الوزير الماليزي أن الجزائر تملك برنامجا “طموحا للغاية” في قطاعات الطاقة والتكنولوجيات الخضراء والمياه، مبديا نية الحكومة الجزائرية في تطوير هذه الفروع على ضوء التجربة الماليزية التي تملك إمكانيات مذهلة في عدة مجالات، مذكرا بأن الجزائر سبق وأن استعانت في الماضي بالخبرة الماليزية فيما يخص “التخطيط” لتطوير اقتصادها على المديين المتوسط والطويل. وصرح الوزير الماليزي، من جهته، أن المحادثات التي جمعته مع وزير الطاقة يوسف يوسفي ووزير الشؤون الخارجية شكلت فرصة لبحث “إمكانيات العمل سوية في مجالات الطاقة المتجددة والبناء ومعالجة مياه البحر”. ويرافق وزير الطاقة الماليزي الذي شرع يوم السبت الفارط في زيارة عمل للجزائر تدوم ثلاثة أيام وفد هام يمثل الإدارة المركزية ومسيري مؤسسات، بغرض المشاركة في لقاءات مع متعاملين جزائريين على غرار مجمع سوناطراك وسونلغاز والشركة الجزائرية للطاقة، بالإضافة إلى وكالات ضبط المحروقات والكهرباء.