أدى الناخبون المسجلون ببلدية الرغاية، شرق عاصمة ولاية الجزائر منذ صبيحة أمس، واجبهم الإنتخابي لاختيار ممثّلهم الذي سيشرف على البلدية في إطار الإنتخابات المحلية التي شهدتها الجزائر، وقد جرت العملية في ظروف تنظيمية ميّزها السير المحكم والمنظم منذ الساعات الأولى من الصباح. وقد توافد الناخبون على مكاتب الاقتراع التي خصّصت لهذا الغرض، منها الابتدائيات والمتوسطات، وبرهن سكان الرغاية بتوافدهم الملحوظ على مراكز التصويت، على ولائهم للوطن، معتبرين أنّ الإنتخاب حق وواجب على كلّ مواطن، ويبقى اختيار الرجل المناسب حرية كلّ واحد يطمح لتحسين الأوضاع وتغييرها نحو الأحسن، وهذا ما أجمع عليه جلّ من تحدّثت إليهم «المساء» عبر كافة مراكز الإقتراع الموجودة بإقليم بلدية الرغاية. وشهدت بعض المراكز الإنتخابية، لاسيما مركز «سيدي الحواس»، إقبالا حسنا للسكان منذ الساعات الأولى من فتح المركز، خاصة من قبل كبار السن والشيوخ، حيث أجمع الناخبون على ضرورة الإدلاء بأصواتهم التي تعدّ أمانة حقيقية يجب استغلالها في محلها، وقال في هذا الإطار السيد محمد (45 سنة أستاذ ثانوي)؛ «الإنتخاب حقّ كلّ فرد جزائري، وبدون أي حسابات، يجب أن ننتخب إذا أردنا تغيير الأوضاع نحو الأحسن، كمايجب أن نتأكّد أنّه رغم ما يقال بخصوص عدم نزاهة الإنتخابات، فيجب أن نبرهن للعالم أجمع بأنّنا متحضّرون ونعلم جيّدا أنّنا سنغيّر الأوضاع بالانتخاب، وبصفتي أستاذا في التعليم الثانوي، جعلتني قناعاتي أخرج من المنزل وأتوجّه إلى المركز لأدلي بصوتي الذي أعتبره بمثابة أمانة». من جهته، أوضح السيد «ل. منير» « أنّ الجزائريين معروفون بحبهم وغيرتهم على الوطن، وفي مناسبات مصيرية كهذه، يبرهنون على ذلك بالتوجّه إلى مراكز التصويت بقوّة، والدليل على ذلك ما ترينه اليوم...»، كما أشارت الحاجة ذهبية (78 عاما)، التي وجدناها بالمركز بعد أن وضعت ورقة الانتخاب داخل صندوق الاقتراع قائلة؛ «الجزائر حرّرها كل أفرادها من ظلم الاستعمار، ويجب أن نؤكّد للجميع أنّ الجزائر اليوم لها رجال ونساء يدافعون عنها، وستجدهم متى احتاجت إليهم»، مضيفة؛ «حفظ الله الجزائر من كلّ سوء وطمع يترصّدها من الخارج». وقد شهدت معظم المراكز التي زرناها نفس الأجواء والأوضاع التي ميّزها التسيير المحكم والانتخاب بكلّ نزاهة وشفافية، بحضور ممثلي كل الأحزاب السياسية المرشّحة للانتخابات، بالإضافة إلى أعوان للمراقبة لضمان السير الحسن لعملية الإقتراع. انتقلنا بعدها إلى مركز التصويت «عيسات إيدير» الذي عرف هو الآخر أجواء ميّزها إقبال كبير من طرف شباب مختلف أحياء الرغاية، وقد اقتربنا منهم وتحدثنا إليهم بعد أن أدوا واجبهم الانتخابي، وقال محمد ذو ال 21 ربيعا، وهو سعيد بأدائه لواجبه الانتخابي، بأنّه انتخب على الشخص الذي رآه مناسبا لرئاسة بلدية الرغاية، حيث قال إنّه يطمح لإنشاء مراكز رياضية وقاعات لممارسة مختلف النشاطات الرياضية، ويطمح وهو ينتخب، التكفّل بالشباب الواعد الذي ينتظر منه الكثير، مضيفا؛ «لقد انتخبت رفقة أصدقائي، وهو واجب علينا ممارسته رغم كلّ شيء..». وإذا كانت مراكز الاقتراع بالرغاية قد عرفت إقبالا من طرف السكان، فإنّ النسوة اخترن أن يتّجهن إلى مراكز التصويت بعد الظهيرة، وهذا ما وقفنا عليه خلال تغطيتنا لهذا الحدث المهم ببلدية الرغاية.