موازاة مع إقدام عدد كبير من الطلبة الجامعيين بالقطب الجامعي “بلقايد” على مقاطعة المحاضرات والدروس التطبيقية منذ أسابيع، بسبب تعرض العديد من الطلبة، لاسيما الطالبات الجامعيات القاطنات بالإقامة الجامعية الجديدة لاعتداءات، قام عدد آخر من الطلبة بغلق الإقامة الجامعية “8000 سرير” الواقعة غير بعيد عن القطب الجامعي الذي يضم عددا كبيرا من الأقسام والكليات، مثل الحقوق والعلوم السياسية، العلاقات الدولية، الجغرافيا والتجارة والتسويق، وغيرها من التخصصات الجامعية الأخرى. ويعود السبب الرئيسي لهذه الإحتجاجات التي يقوم بها الطلبة، إلى الانعدام الكلي للأمن، زيادة على الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الطلبة المقيمون، خاصة بعد تعرض إحدى الطالبات إلى تحرش جنسي من قبل أحد أعوان الأمن، يضاف إلى ذلك أن الإقامة الجامعية “8000 سرير” تقع في منطقة معزولة تماما عن السكان، مما جعل الطلبة يطالبون منذ الانتقال إلى هذا القطب سنة 2007، بضرورة توفير الأمن والنقل والمتطلبات الأساسية لحياة كريمة، حيث تم مع مرور الزمن دراسة الكثير من النقاط والعمل من طرف السلطات العمومية على توفير أدنى الشروط، إلا أن الإنتقال المكثف لبقية طلبة الأقسام والفروع الجامعية الأخرى صعّب نوعا ما الإستجابة لمطالب الطلبة الذين كانوا في كل مرة يتعرضون إلى عمليات استفزازية من طرف غرباء عن الجامعة، لا سيما بعد الشروع، العام الماضي، في نقل الطلبة إلى الإقامة الجامعية الجديدة، وبالتالي الشروع في ترميم بقية الإقامات الجامعية المنتشرة عبر العديد من أحياء وهران، إضافة إلى تفريغ أربع إقامات جامعية من طلبتها، والقيام بدراسات تقنية تتعلق بها من أجل إعادة الاعتبار لها، بعد التأكد من عدم صلاحيتها للإسكان، مثلما هو الحال بالنسبة لإقامة حي “أيسطو” للبنات، مع إقامة “2000 سرير” خاصة بالذكور، وغيرها من الإقامات الأخرى التي لم تعد تصلح أصلا للسكن. ومن هذا المنطلق، فإن حالة الاكتظاظ التي أصبحت تميز الإقامة الجامعية الجديدة “8000 سرير”، مع انعدام الظروف المعيشية المناسبة لها، زاد من تفاقم الأوضاع داخل الحرم الجامعي الذي تفشت فيه كل مظاهر البؤس، كما يؤكد ذلك ممثل منظمة “الطالب الحر” الذي يطالب تنظيمه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بوجوب إيفاد لجنة تحقيق عالية المستوى من أجل التأكد من وجود هذه المهازل التي لم يعد بالإمكان السكوت عنها، كما أن الوضع المعيشي الذي أصبح لا يطاق جراء المناوشات الكثير ة التي تحدث ما بين الطلبة وأعوان الأمن جراء حالات التحرش المتكررة التي تتعرض لها الطالبات، حيث أقدمت واحدة من الطالبات المتحرش بها على إيداع شكوى لدى مصالح الدرك الوطني لبئر الجير، التي قامت بفتح تحقيق معمق استدعت فيه كافة الأطراف المعنية، خاصة بعد تعرض ثلاثة طلبة إلى عدوان سببت لهم جروحا متفاوتة الخطورة. من جهة أخرى، يطالب الكثير من الطلبة في حركاتهم الإحتجاجية، بضرورة توفير الأمن بسبب تسلل العديد من الأشخاص الغرباء عن الإقامة الجامعية داخلها في أوقات مختلفة من الليل والنهار، وهو ما يجعل الطلبة يؤكدون أنهم أصبحوا غير مؤمنين على حياتهم وأغراضهم داخل الإقامة التي تفشت فيها الكثير من الظواهر السلبية، حيث يقول الكثير من الطلبة؛ إن الإقامة الجامعية تحولت في الأسابيع الأخيرة إلى وكر للإنحراف من طرف غرباء عن الإقامة. وأمام هذا الوضع، أكد الكثير من الطلبة المحتجين أنهم لا ولن يعودوا إلى مقاعد الدراسة ما لم يتم اتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة في حق عون الأمن الذي تعرض للطالبة الجامعية. الطلبة اغتنموا هذه الفرصة واعتبروها مناسبة لطرح الكثير من الإنشغالات التي يجب على إدارة الخدمات الجامعية الإستجابة لها، مثل مشكل التدفئة بالإقامة وتحسين نوعية الوجبات الغذائية المقدمة لهم . من جهتها، أكدت مديرة الخدمات الجامعية أنها وجهت تعليمات صارمة لكافة المسؤولين من أجل إجراء تحقيق إداري معمق على قضية التحرش الجنسي، لمعرفة ملابسات هذه القضية، إضافة إلى العمل الموضوعي بهدف الإستجابة الفورية لكافة المطالب الطلابية الشرعية والقانونية والمنطقية، مع دراسة مختلف المقترحات التي تقدم بها الطلبة، والعمل على معالجتها وفق الإمكانيات المتاحة، مع العمل على حل كل المشاكل في المستقبل، لأنه من غير الممكن أن نطالب الطالب بتحسين مستواه الدراسي وهو غير مؤهل لذلك من النواحي النفسية والبيداغوجية