نجحت كوريا الشمالية، أمس، في إطلاق صاروخ باليستي طويل المدى ووضعه في مداره رغم تحذيرات وانتقادات المجموعة الدولية على إقدام بيونغ يونغ على هذه الخطوة. وتعد هذه أول تجربة صاروخية ناجحة تقوم بها كوريا الشمالية في مجال إطلاق الصواريخ طويلة المدى بعد عدة تجارب فاشلة أقدمت عليها خلال السنوات الماضية في تصرف اعتبرت المجموعة الدولية أنه يشكل تهديدا للأمن الدولي على اعتبار أن الصاروخ يحمل رؤوسا نووية. وقال التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي إن الصاروخ تم إطلاقه من مركز سوهاي الفضائي وقام بوضع النسخة الثانية من القمر الاصطناعي "كوانغ ميونغ سون 3" في مداره، والذي قالت بيونغ يونغ إنه يقوم بمهمة مراقبة سطح الأرض. وهو ما أثار موجة غضب عارمة وانتقادات حادة في أوساط المجموعة الدولية في وقت جددت فيه بيونغ يونغ التأكيد على "حقها الشرعي" في إطلاق صواريخ لأغراض سلمية وأكدت مواصلة برنامجها الفضائي رغم مخاطر تعرضها لعقوبات دولية. وفي أول رد فعل دولي على هذه التجربة، نددت الولاياتالمتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية بعملية الإطلاق، معتبرة أنها "استفزاز شديد"، وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الصاروخ "استفزاز شديد يهدد الأمن الإقليمي وينتهك بشكل مباشر قراري مجلس الأمن الدولي 1718 و1874 ويقوض نظام منع انتشار الأسلحة النووية". وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه اليابان التي نددت بما اسمته "التصرف الذي لا يمكن السكوت عنه" بينما استنكرت كوريا الجنوبية بشدة عملية الإطلاق، كما نددت بما وصفتها باستفزازات الشمال. وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد، أمس، جلسة طارئة بطلب من الولاياتالمتحدةواليابان لبحث سبل الرد على الخطوة الكورية الشمالية. واستمرت موجة التنديد حتى من حلفاء كوريا الشمالية، حيث عبرت الصين عن أسفها لإطلاق كوريا الشمالية الصاروخ وذلك رغم المخاوف الكبيرة للمجموعة الدولية. واستنكرت بريطانيا عملية الإطلاق "بشدة" وأعرب وزير خارجيتها وليام هيغ عن "الأسف لأن كوريا الشمالية فضلت إعطاء الأولوية لعملية الإطلاق وليس لتحسين ظروف حياة المواطنين". نفس الموقف، عبر عنه الأمين العام الأممي بان كي مون، الذي أعرب عن "قلقه للسلام والاستقرار في المنطقة" بعد العملية التي اعتبرها "انتهاكا فاضحا" لقرارات الأممالمتحدة. كما ندد حلف الأطلسي بشدة بإطلاق الصاروخ، الذي اعتبر الأمين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن أنه "انتهاك مباشر للقرارين 1718 و1874 ومن شأنه تصعيد التوتر في المنطقة وزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية"، في وقت لوح فيه الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يونغ. ومقابل هذه الموجة العارمة من التنديد، هنأت إيران كوريا الشمالية على نجاحها في إطلاق أول صاروخ باليستي طويل المدى إلى الفضاء. وتواجه كوريا الشمالية إمكانية تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها إلا أن الصين هددت بشكل واضح بأنها ستلجأ إلى حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي للحد من نطاق تلك العقوبات. ويتهم الغرب وحلفاؤه بيونغ يونغ بحيازة عدة قنابل ذرية وإجراء تجارب نووية من أجل التوصل إلى تصغير حجمها بهدف تثبيتها على الصواريخ. وتصنف كوريا الشمالية نفسها على أنها قوة نووية غير أن عديد الخبراء استبعدوا إمكانية امتلاك بيونغ يونغ قوة باليستية يمكن الوثوق بها واعتبروا أن امتلاكها لقوة نووية يمكن تثبيتها على صواريخ عابرة للقارات لا يزال يتطلب وقتا طويلا.