يؤكد المختصون في تربية وصحة الطفل النفسية على أن اللعب يعد من الوسائل التي تساعد على تطور الطفل ونموه السليم وتكوين شخصيته المتميزة، ولهذا فإنه من واجب الوالدين والقائمين على تربية ورعاية الطفل عدم إغفال هذا الجانب المهم، لأن الطفل بحاجة أن يعبر عن ذاته من خلال اللعب وأن يطور مهاراته ويكتشف الجديد من حوله بهذه الطريقة· حول هذه المسألة، افتتحت أمس جمعية "التربية والتسلية" بالمكتبة الوطنية الصالون العاشر للهوايات التربوية للطفولة والذي سيستمر الى غاية 18 نوفمبر الجاري، ورسم له هدف إدخال الفرح في قلوب الأطفال ممن يزورون المعرض عن طريق تقديم لهم مجموعة كبيرة ومنوعة من اللعب الترفيهية التوعوية والمربية لقدراتهم الذهنية والنفسية والحركية، بحسب توضيح رئيس الجمعية والمنظم شبيلي اسماعيل· ويحتوي المعرض على ما يزيد عن 50 قائمة لمختلف اللعب والنشاطات الترفيهية والتمثيليات الإعلامية، بمشاركة وأداء الأطفال أنفسهم وذلك بهدف تنمية ذكاء الطفل وتوعيته بما يحيط به· واللعب في الطفولة وسيط تربوي هام يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة في النمو الإنساني، ولا ترجع أهمية اللعب الى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب، بل أنه يساهم بشكل هام في التكوين النفسي للطفل· تشرح ل "المساء" الآنسة ورك ياسمينة" مختصة في الأرطوفونيا وباحثة في مجال التوحد وانطواء الطفل وعضوة بالجمعية المذكورة، على هامش الصالون قائلة، إن الطفل يبدأ بإشباع حاجاته المعرفية وفضوله المتزايد عن طريق اللعب، حيث تتفتح أمامه أبعاد العلاقات الاجتماعيّة القائمة بين الناس ويدرك أن المشاركة في أي نشاط يتطلب من أي شخص معرفة حقوقه وواجباته، وهو بالضبط ما يعكسه في نشاط لعبه· كما يتعلم الطفل عن طريق اللعب الجماعي مفهوم الانضباط الذاتي والنظام والتنسيق مع الجماعة وتبادل الأدوار، وهذه الأمور تنعكس على نمو الطفل عقليا ومعرفيا واجتماعيا· وحتى انفعاليا اذ وبممارسته لمختلف اللعب يتعرف الطفل على الأشياء ويتعلم مفاهيمها ثم يصنفها على أساس لغوي ومنه ندرك الدور الكبير للعب في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه· وتشير المختصة في حديثها الى أهمية لعب الأم مع طفلها فهذا يؤثر بشكل كبير في تكوينه النفسي والتربوي وهذا ما يعني أن مسؤولية الأم أكبر من مجرد اطعام أطفالها وتلبية حاجياتهم المادية، كما أن مشاركة الأم في اللعب مع طفلها يشكل لها فرصة لاكتشاف مجموعة من الأمور عن قدراته الحسية والحركية والذهنية والنفسية، كذلك ومنه التعجيل بالتدخل المبكر للأخصائيين في حال انتبهت الأم اثناء لعبها مع طفلها ان هذا الأخير لا يتفاعل مع لعبه او عدواني إزاءها مما يمكن من التدخل الفوري لعلاجه· ومن الضروري للأم محاولة مداعبة الطفل واللعب معه كلما أتيحت الفرصة لذلك، وكذلك محاولة ايجاد وقت للعب معه بكل طريقة ممكنة سواء بتجسيد اللعب في الفناء اوبعض الحركات او حتى عن طريق ألعاب القماش، لما لذلك من أثر في تطوره الجسماني والاجتماعي ومنحه الأمان والثقة وبالتالي اثراء مقدرة اللغة عنده وهذا يتحقق بفضل الطلاقة والمرح المنزلي· من جهتها تشرح المختصة النفسية زيتوني ايمان وعضو بالجمعية في دردشة مع "المساء" ان اللعب يؤثر في عملية الطفل، فهو وظيفة بيولوجية هامة اذ أن اللعب يمرن الأعضاء وبذلك يستطيع الطفل ان يسيطر عليها سيطرة تامة كما يتدرب الطفل أثناء لعبه على الأدوار المنوطة إليه لعبها او تأديتها في حياتها الاجتماعية المستقبلية، ومثالنا هنا لعب الطفلة في سنوات عمرها الأولى بالدمية فهي بذلك تستعد لاشعوريا لتقوم بدور الأم، حين تربت لعبتها كي تنام، وهكذا فإن مصدر اللعب هو الغرائز أو الآليات البيولوجية· جدير بالاشارة الى أن الصالون المنظم تشارك فيه الى جانب جمعية "التربية والتسلية" المنظمة كلا من جمعية صوك المهتمة بالجانب الصحي والتوازن الغذائي في نمو الطفل، ومؤسسة تيكنوستاسيون لأدوات التلوين والأشغال اليدويّة· يضم المعرض لعبا كثيرة موجهة للأطفال العاديين وأخرى للمعوقين يقول عنها المنظمون انها مدروسة ومنتقاة بعناية ولاتمثل أي خطر تسممي في حالة ابتلعها الطفل، إلا أن الملاحظ أن أسعارها بعيدة نوعا ما عن متناول الجميع· *