يعاني طلبة معهد علوم الإعلام والاتصال ببن عكنون حالة من الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه يوميا المكتبة، حيث الفوضى والضجيج الدائم، وانعدام أدنى شروط المطالعة والتحصيل. ونحن نتنقل داخل مكتبة معهد علوم الاعلام والاتصال، لمسنا غياب الظروف الملائمة التي تساعد على العمل في محيط هادئ، حيث تعم الفوضى أرجاء المكان الذي يتميز بضيق مساحته التي لا تتعدى 60 مترا مربعا، فضلا عن احتوائه على ثلاثة أقسام، قسم الإعارة الخارجية، قسم المذكرات، وقسم ثالث للموسوعات ورسائل الماجستير، الذي بات لا يقوى على استيعاب الاعداد الكبيرة لطلاب المعهد. وأمام هذا الوضع الذي يتخبط فيه الطالب الجامعي، اقتربنا من بعض الطلبة للاستفسار حول هذا المشكل، حيث استعمنا لشهادات بعضهم، وفي هذا الصدد قال "مالك قاسي" طالب في السنة الرابعة بأنه استاء من حالة المكتبة، وأنه يعيش يوميا نفس المشاكل من فوضى وضجيج الموسيقى الصاخبة التي تطلقها أصوات الهواتف النقالة، كما تأسفت "كهينة بلحسن" طالبة في السنة الرابعة (صحافة مكتوبة) لهذه الحالة، واصفة المكتبة ب "السوق"، وحسبها فإنها تجد صعوبة كبيرة في البحث عن المراجع والكتب، وكذلك قدمها، إضافة إلى أن الفترة المخصصة لطلاب السنة الرابعة لا تكفيهم، خاصة وأنهم في فترة إنجاز المذكرات، وذلك بسبب الاكتظاظ الذي يحدثه الطلبة للوصول إلى مصلحة الإعارة، مضيفة أنها لا تستطيع أن تدرس داخل المكتبة، فغياب الهدوء والتنظيم يجعلانها لا تتمكن من التركيز. كما لاحظنا في جولتنا داخل المكتبة غياب التنظيم والسير الحسن للمرفق المذكور، مما زاد الوضع سوءا، في غياب أعوان يسهرون على حفظ الهدوء والنظام داخل المكتبة، مما جعل الطلبة يتصرفون كيفما يشاؤون، فيتعمدون الضحك والمزاح وإطلاق العنان لموسيقى الهواتف النقالة، بل إن فيهم من يصل به الامر إلى تناول وجباتهم داخل المكتبة، لتتحول من مكان للمطالعة والتحصيل إلى فضاء آخر لا صلة له بذلك. من جهته أعرب مسؤول إعارة الكتب في المكتبة عن استيائه لحال المكتبة، حيث يعترف بصعوبة تسيير الوضع وخاصة أمام مساحة المكتبة الضيقة التي لا تتجاوز 60 مترا مربعا بينما يقصدها حوالي 450 طالب يوميا. ولم يخف هذا الأخير انتقاده للإدارة المسؤولة عن هذا الهيكل الخدماتي وأن هذه الوضعية من صنعها والدليل على ذلك أنها لا تحاول احتواء الوضع بتعيين عمال إضافيين مناوبين، وفي هذا السياق اكد مسؤول الإعارة انه يضطر إلى الاستعانة بالطلبة كعمال للتخفيف من الضغط، وفي ظل هذه الظروف يأمل الطلبة في أن تجد الإدارة حلولا لهذه الحالة بتوفير جو ملائم داخل المكتبة وتنظيم أوقات المطالعة، في انتظار تجهيز الجامعة الجديدة.