تسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة على مناطق وسط وشرق وغرب الوطن المصحوبة بالثلوج في تسجيل خسائر مادية سجلت بالطرق الولائية وبعض المنشآت التربوية والمنازل إلى جانب إصابات في صفوف المواطنين، دفعت بمصالح الحماية المدنية إلى التكثيف من تدخلاتها في عدة ولايات. وقامت مصالح الحماية المدنية بولاية سطيف خلال ال48 ساعة الأخيرة ب150 تدخلا لإسعاف وإنقاذ أشخاص ومساعدة مواطنين جراء التساقط المكثف للثلوج الذي تعرفه مناطق الولاية. وأوضح الملازم أول، أحمد لعمامرة، المكلف بالاتصال بالمديرية الولائية بأن هذه التدخلات شملت 22 عملية لإسعاف جرحى ومصابين بكسور وكدمات نتيجة السقوط على الأرض بسبب الثلوج و10 تدخلات أخرى متعلقة بوقوع حوادث مرور خلفت 20 جريحا. وشملت تدخلات ذات المصالح 9 حالات ولادة بالمناطق النائية تعذر التنقل بشأنها إلى المراكز الصحية بسبب التساقط الكثيف للثلوج خاصة بشمال الولاية ما عرقل نشاط المواطنين وتنقلاتهم إضافة إلى 124 عملية أخرى لإسعاف وإجلاء ونقل مصابين بأزمات مرضية إلى أقرب المراكز الصحية. وتدخلت مصالح الحماية المدنية كذلك لإنقاذ 6 أشخاص تعرضوا للاختناق إثر تسرب الغاز بمنازل فردية بمدينة سطيف وببلدية عين لكبيرة (شمال سطيف) إضافة إلى انهيار جدران بعض البنايات القديمة بعاصمة الولاية دون تسجيل خسائر بشرية. وإلى جانب هذه التدخلات، قامت وحدات الحماية المدنية بمعية المصالح المعنية للشؤون الاجتماعية بإجلاء 20 شخصا دون مأوى في ظل الظروف الجوية القاسية منهم 11 امرأة تم التكفل بهن من طرف مصالح النشاط الاجتماعي للولاية وذلك عبر مختلف المؤسسات التابعة للقطاع على غرار دار التضامن. وبالطارف، سجلت مصالح الحماية المدنية، أول أمس، الجمعة 20 تدخلا عبر عديد المناطق التي شهدت تساقط كميات كبيرة من الأمطار مصحوبة بموجة من البرد الشديد الذي يجتاح المنطقة منذ الأربعاء المنصرم. وحسب المكلف بخلية الاتصال بمديرية الحماية المدنية فإن أعوان الحماية المدنية قاموا بالتدخل بحي الإخوة سواب (بلدية القالة) الذي شهد فيضانات بسبب انسداد البالوعات بالحي جراء تراكم الرمال. وقد انهارت أسقف عدة بنايات قديمة بحي "زيتون" ببلدية أم الطبول دون إحداث خسائر بشرية. كما تدخلت مصالح الحماية المدنية عبر عدة مواقع لسكنات هشة (سليم الطاهر وبوخريس وغيرها) الواقعة ببلدية شبيطة مختار لامتصاص سيول الأمطار. كما تم تسجيل عمليات مماثلة بالحي القصديري المسمى "الشهداء" ببلدية بن مهيدي، حيث سخرت من جهتها مصالح المجلس الشعبي البلدي جميع الإمكانيات اللازمة لتفادي تفاقم الوضعية. وتم القيام بتدخلات أخرى على طول منطقة بركة العصافير وبالضبط ب"سيدي قاسي" على الطريق الوطني رقم 44، حيث أن ارتفاع منسوب مياه الأمطار يزيد من خطر الفيضانات وهذا ما يدعو إلى مزيد من اليقظة، حسبما أوضحه المصدر، مضيفا أن حركة السير لم تشهد اضطرابا. وفي إطار حالة التأهب المعلنة بسبب تواصل الاضطرابات الجوية انتشرت ذات المصالح عبر "النقاط السوداء" الأخرى بالولاية كمنطقة بحيرة العصافير وعين خيار وشافية وعلى طول وادي "سيبوس" والوادي "الكبير" لتفادي أي ارتفاع محتمل لمنسوب المياه الذي قد يكون سببا في حدوث فيضانات. وبغرب الوطن، تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال ال48 ساعة الأخيرة في قطع الطريقين الولائيين رقم 54 و45 الرابطين بين تافسرة وتلمسان والحناية وعمير على التوالي أمام حركة المرور. وقد أدت الأمطار المتساقطة أيضا إلى إنهيار جدار لقسم بمدرسة بني خلاد ببلدية عين الكبيرة دون وقوع ضحايا وفق المصدر. ومن جهة أخرى، قامت مصالح الري بعملية لإطلاق المياه على مستوى سد "المفروش" الذي تدعم بكميات معتبرة من المياه خلال نهاية الأسبوع مع الإشارة إلى أن فائض المياه يزود شلالات "الوريط" الواقعة عند المخرج الشرقي لمدينة تلمسان. ومن جهة أخرى، لقيت امرأة تبلغ من العمر 65 سنة حتفها في بلدية الخميس (بني سنوس) إثر حريق ناجم عن تسرب لغاز البوتان ببيتها. كما تمكنت مصالح حراس السواحل لبني صاف (30 كلم عن عاصمة ولاية عين تموشنت)، مساء يوم الجمعة، من إنقاذ ثلاثة أشخاص وهم رجل يبلغ من العمر (64 سنة) وابناه (21 و14 سنة) بجزيرة "رشقون" حسبما علم لدى هذه الهيئة. ولم يتمكن هؤلاء الأشخاص الذين ينحدرون من ولاية تلمسان من مغادرة الجزيرة منذ خمسة أيام بسبب التقلبات الجوية التي سادت المنطقة، حسبما أشير إليه. وقد تكفلت مصالح حراس السواحل بهم في الجانبين الصحي والغذائي وفق نفس المصدر.