انطلقت فعاليات القمة العادية ال20 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، أمس، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة إفريقية من بينهم الوزير الأول السيد عبد المالك سلال الذي يمثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في هذا اللقاء الذي تتميز أشغاله بمناقشة الوضع المتردي بمالي ومنطقة الساحل، علاوة على حالة النزاعات وما بعد النزاعات في عدد من بلدان القارة. وعكفت اجتماعات السفراء ووزراء الخارجية ومجلس السلم والأمن التي جرت بمقر الاتحاد الإفريقي تحسبا لهذه القمة التي تدوم يومين على دراسة الوضع في مالي الذي يشهد انعدام الاستقرار منذ انقلاب مارس 2012، وأدى تردي الوضع الأمني إلى التدخل العسكري الأجنبي في مالي وترحيل الأشخاص وتدفق متزايد للاجئين إلى البلدان المجاورة. كما تناقش القمة أيضا حالة النزاعات وما بعد النزاعات التي تعرفها بعض الدول الإفريقية ويتعلق الأمر أساسا بالوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، وكذا مسألة انفصال جنوب السودان عن السودان والتي أدت إلى بروز مشاكل أخرى، فضلا عن تعليق عضوية مدغشقر وغينيا بيساو في الاتحاد الإفريقي بسبب التغييرات المخالفة للدستور التي تمت في هذين البلدين. وقد قررت قمة الاتحاد الإفريقي، أمس، إسناد الرئاسة الدورية للاتحاد للفترة المقبلة إلى رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريم ديسالينيه خلفا لرئيس البينين توماس بوني يايي، حيث جرى انتخاب ديسالين الذي تستضيف بلاده مقر الاتحاد الأفريقي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة لمدة عام. ويتزامن عقد القمة ال20 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الاتحاد الافريقي في 25 ماي 1963 والتي تحولت إلى الاتحاد الافريقي في 2002، ويحتفل بهذه الذكرى تحت شعار ”النزعة الإفريقية والانتعاش الافريقي” تكريما لفلسفة المنظمة منذ نشأتها. ومن المقرر أن تجري الاحتفالات في العاصمة الاثيوبية في 25 ماي 2013 بمناسبة عقد قمة استثنائية. وعلى هامش الدورة التي تتواصل أشغالها في جلسة مغلقة تحادث الوزير الأول السيد عبد المالك سلال أمس مع نظيره الليبي السيد علي زيدان، في لقاء حضره الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية السيد عبد القادر مساهل. كان السيد سلال أجرى، أول أمس، على هامش أشغال القمة العاشرة للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء محادثات مع الرئيس التونسي السيد محمد منصف المرزوقي. كما أجرى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية من جهته سلسلة من المحادثات مع المبعوثين الخاصين للحكومات الشريكة من الاتحاد الافريقي، حيث التقى على التوالي مع وزير شؤون خارجية الصين ومساعد كاتب الدولة الامريكي للشؤون الخارجية والوزير المكلف بافريقيا في وزارة الشؤون الخارجية للمملكة المتحدة ونائب وزير شؤون خارجية صربيا وكاتب الدولة الاسباني للشؤون الخارجية ونائب الوزير البرازيلي المكلف بإفريقيا. والتقى السيد مساهل أيضا بالأمين العام المساعد للامم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية للامم المتحدة مكلف بافريقيا فضلا عن ممثل الفدرالية الدولية لحقوق الانسان. وشكلت العلاقات التي تربط الجزائر بهذه الدول محور المحادثات التي تناولت أيضا الوضع في مالي والاعتداء الارهابي على الموقع الغازي بتيقنتورين بإن امناس، حيث أدانت جميع الشخصيات المذكورة هذا العمل الارهابي، وأعربت عن تضامنها مع الجزائر.