صحيح أن التفكير في إقالة الناخب الوطني في الظرف الحالي، سيكون مضرا بالمنتخب، وصحيح أن التحكيم في دورة جنوب افريقيا لم ينصف المنتخب الوطني، وصحيح أن المرتبة ال13 التي احتلها ”الخضر” في الدور الأول لم تكن منصفة ولا عادلة، مقارنة بالأداء الجميل الذي قدمه منتحبنا في المباريات الثلاث التي لعبها وخاصة المباراة الاخيرة امام كوت ديفوار، التي صنفها بعض النقاد على أنها من بين أحسن مباريات هذا الدور. لكن ما ليس صحيحا هو أن مسؤولي الفاف ومن سار في ركبهم، لم يدركوا بعد بأن زمن الكرة الجميلة قد انفرط عقده، وأن في كرة القدم، يحاسب اللاعبون والمدرب ومن يدير اللعبة على النتيجة النهائية، وليس على عروضهم أو على أدائهم، وعليه كان يجب على رئيس الاتحادية المنتهية ولايته، أن يكون موضوعيا في تقييم حصيلة المنتخب الوطني في الطبعة ال29 من كأس إفريقيا للأمم، وأن يبرر ما يجب أن يبرر ولا يجب أن يندفع لمهاجمة كل من انتقدوا الحصيلة السلبية التي جناها ”الخضر” من خلال مشاركتهم في هذه الدورة، بتلك الطريقة التي توخاها في رده على كل منتقدي الحصيلة النهائية والسلبية لمنتخبنا. كما يجب على مسؤولي الاتحادية الجزائرية أن يدركوا بأن مدى نجاح أي منتخب في أية منافسة، يتوقف على مقياس التفوق، وأن الانتصارات هي المعيار الوحيد الذي يعتمد في تقييم أي نجاح أو أية مشاركة رسمية وحتى غير رسمية، لأن الكرة الحديثة باتت لا تؤمن بالعروض ولا تؤمن بالاداء الذي لا يكون مشفوعا بالاهداف التي هي وحدها من يحدد مسار وأفق أي منتخب أو فريق أو أي تشكيل. وحتى عندما نتفق بأن المنتخب الوطني ليس في وضع يسمح له بإحداث التغيير على مستوى العارضة الفنية، لأن وضعنا السيء في ترتيب المجموعة التصفوية لمونديال البرازيل 2014، حرج ومزعج في آن واحد، يجب علينا أن نتعامل مع كل الملاحظات بدقة وتبصر ونبتعد عن سياسة الهروب إلى الامام، حتى لا نصطدم بالامر الواقع بعد اقل من شهرين من الآن، إذ مجرد إلقاء نظرة على ترتيب «الخضر” في مجموعتهم، قد نصطدم بصورة قاتمة تجعلنا نتشاءم أكثر، وعندها لا ينفع دعاء ولا تنفع قراءة الفاتحة ولا ينفع أي تبرير، وربما نسي روراوة وغيره أنهم أسمعونا نفس الاسطوانة عند خروج المنتخب الوطني من مونديال 2010، حين برروا ضعف نتيجة المنتخب بافتقاره للخبرة.....