لا تزال النتائج السيئة للمنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، تثير جدلا كبيرا في الشارع الرياضي الجزائري، الذي انقسم بين مؤيد ومعارض لاستمرار التقني البوسني وحيد حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية ل ”الخضر”. ... إلا ان المواقف التي أفرزها هذا الجدل زادت من حدة الصراع القديم الذي كان قائما حول جدوى الاعتماد على التقنيين الجزائريين أوالاستعانة بالتقنيين الأجانب، والذي طفا إلى السطح من خلال النقاشات التي يشارك فيها حاليا كثير من المدربين الجزائريين في مختلف وسائل الإعلام الوطنية لتحليل مردود ”الخضر” في نهائيات ” الكان2013 ”، وكانت المناسبة مواتية لكثير منهم لرد الاعتبار لزملائهم في المهنة وتقييم النجاحات التي حققوها على المستوى الدولي والقاري منذ الاستقلال، بداية بما أنجزه رشيد مخلوفي مع الفريق الوطني في ألعاب البحر الأبيض المتوسط (1975- ميدالية ذهبية) وألعاب إفريقيا (1978- ميدالية ذهبية، مرورا بمساهمات لاعبي فريق جبهة التحريري الوطني في تكوين جيل الثمانينيات الذي سمح للجزائر من المشاركة ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم (1982 و1986 و2010، والمشاركات العديدة ل"الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا بقيادة مدربين جزائريين والتتويج بأحد ألقابها (1990) بمساهمة كرمالي ومخلوفي والإخوة سوكان ومعوش وخالف وسعدان، إلى جانب التتويجات التي نالتها الأندية الجزائرية على المستوى الدولي والإفريقي بقيادة تقنيين جزائريين أيضا، نذكر على سبيل المثال لقب كأس إفريقيا للأندية البطلة المحصل من طرف مولودية الجزائر في 1976 تحت إشراف عبد الحميد زوبا، ووفاق سطيف، الفائز سنة 1988 بذات اللقب بقيادة المرحوم مختار لعريبي الذي قاد فريقه أيضا إلى نيل الكأس الأفرو– آسيوية، وشبيبة القبائل التي نالت عدة كؤوس إفريقية بقيادة مدربين جزائريين منهم مواسة وفرقاني، مما يدل على أن الجزائر ليست عاجزة في مجال صنع مدربين قادرين على فرض أنفسهم عالميا، الا ان بعض الذهنيات قللت من هذه القيمة الفكرية الرياضية الكروية، وحاولت بشتى الوسائل والأفكار التأكيد على ان المدرب الجزائري لا يمكنه ان يكون في مستوى المدرب الأجنبي، وللأسف الشديد، لا يزال هذا الموقف مهيمنا على أفكار الكثير من المسؤولين على كرة القدم في الجزائر، ولنا أن نستدل بالطريقة التي أبعد بها المدرب رابح سعدان من العارضة الفنية ل ”الخضر” بعد نجاحه في مهمة إعادة بعث الروح في الفريق الوطني وتأهيله إلى نهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم 2010 خلال فترة وجيزة، في وقت كانت فيه الكرة الجزائرية في الحضيض، ولذلك، فإنه حان الوقت لاستخلاص الدرس من كل هذه النجاحات التي رفعت من شأن الكرة الجزائرية وإعطائها قيمتها الحقيقية.