استضاف موعد ”أربعاء الكلمة” لمؤسسة فنون وثقافة بديدوش مراد، الكاتب الشاب ساعد قويسم لتقديم إصداره الأول ”معاناة جوليان، ضحية التنصير” الذي صدر السنة الفارطة عن دار الفارابي (لبنان). تحدث الكاتب الجزائري ساعد قويسم عن ظروف إصداره لكتابه ”معاناة جوليان، ضحية التنصير”، فقال؛ إنه بعد تلقيه العديد من الردود السلبية من طرف دور النشر الجزائرية حول قبول كتابه، اتصل بدور لبنانية، سورية ومصرية في إطار الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، فكان الرد إيجابيا هذه المرة من دار الفارابي اللبنانية، حيث تم الإمضاء على العقد في ظرف شهر، ليصدر الكتاب بعد خمسة أشهر فقط. من جهته، قدم الأستاذ الباحث عبد الغني بلقيروس دراسة نقدية حول الإصدار الأول لساعد قويسم، فقال؛ إن الموضوع الذي تطرق إليه الكاتب، وهو التنصير، حساس لم يتم تناوله بكثرة من طرف الكتاب الجزائريين، مضيفا أن هذه ”الآفة” ظهرت بوضوح أثناء الفترة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر، مقدما مثالا عن الأب شارل دوفوكو بمنطقة الأهقار. وأكد المتحدث عن فشل محاولات التنصير في أغلبها، لينتقل إلى الحديث عن موضوع الكتاب الذي يروي قصة سمير الذي يعيش في عائلة تميل إلى الثقافة الغربية، ويحدث أن يصاب بصدمة كبيرة بعد موت أخته المخطوبة، فيجد نفسه بين ”أحضان” ميشال الذي يعده بالنجومية، ولكنه يأخذه أيضا إلى عالم التنصير، فيتحول إلى جوليان، إلا أنه وبفعل صداقته مع حسام، يعود إلى رشده بعد محاولة انتحار فاشلة. أما عن الدراسة النقدية للرواية التي بلغ عدد صفحاتها 119، فقال عبد الغني؛ إن ساعد قام بتسليط الضوء على ما تتعرض له النفس الإنسانية، وكذا كيفية مقاومتها، مشيرا إلى أن عمله عبارة عن استنطاق فضاء بنيوي محكم يحمل أحداثا مترابطة على خط مستقيم، ليبلغ ذروته في الأخير. وأضاف الأستاذ الباحث أن الكاتب استعمل السرد المباشر، مثلما نجده في الملاحم والسير الذاتية، مستطردا قوله؛ إن الرواية اتبعت سردا زمنيا مترتبا ومشوّقا، وبالمقابل، توقف الناقد عند بعض النقاط التي لم تنل رضاه، مثل الفقرة الأولى للعمل التي وصفها بالركاكة، علاوة على عدم تقسيمه إلى فصول، وهو ما يتعب القارئ ويربكه، فغياب الفصول يصلح للقصة وليس للرواية. وفي هذا السياق، أشار الأستاذ عبد الغني إلى عنوان الرواية الذي قال عنه بأنه طويل، مضيفا أنه كان من الأجدى أن يكون العنوان ”معاناة جوليان”، بدلا من إضافة جملة ”ضحية التنصير” التي كشفت مصدر معاناة الشخصية، مضيفا أن العمل حمل خطا دراميا مشوقا، إلا أن الصفحة 76 حملت استعجالا غير مبرر لنوايا ميشال، ليضيف أن أصعب الأمور كان في بداياتها، وأن ساعد قويسم انطلق في عالم الكتابة، راجيا أن يواصل في هذه المسيرة.