تعزز قطاع الفلاحة والتنمية الريفية بمرصد للفروع الفلاحية والصناعات الغذائية، تم إطلاق مشروعه رسميا، أمس، في إطار اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بصيغة توأمة بين وزارة الفلاحة عن الجانب الجزائر ومجمع فلاحي فرنسي-إيطالي يضم مجموعة من المعاهد والهيئات الفلاحية من الجانب الأوروبي. وسيقوم أزيد من 40 خبيرا في مجال البحث الزراعي (إيطاليون وفرنسيون) بدعم الخبراء الجزائريين بتجربتهم وخبرتهم خلال سنتين كاملتين وهي المدة المحددة لمشروع التوأمة، الذي رصد له الاتحاد الأوروبي 1.2 مليون أورو. وأكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، خلال تدخله في لقاء عقد بالمعهد الوطني للبحث الزراعي الجزائري بمناسبة الإطلاق الرسمي لمشروع التوأمة أن المرصد سيعمل على تعزيز نظم المعلومات والخدمات الإحصائية للقطاع، حيث يسمح بمعرفة مدى تطور الفروع الفلاحية وتنوعها، على أن تسجل هذه المعلومات في إطار سياسة التجديد الفلاحي، التي تتطلب أن تكون المعلومات تحت تصرف المستثمرين بداية من الفلاح الذي يجب أن يكون مطلعا على ما هو متوفر من معلومات في محيطه.وأوضح السيد بن عيسى أن مصالحه تعمل على تجسيد مشروع المرصد في أسرع وقت ممكن مواكبة للحركية التي يعرفها القطاع، لاسيما في مجال برنامج العصرنة، مشيرا إلى أن هذا الهدف يندرج في إطار السياسة الجديدة للقطاع من خلال تعزيز نظام المعلومات والخدمات الإحصائية للتحكم أكثر في أسواق المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية الذي سيتناول التغيرات العميقة في اتصال مع القطاع الاقتصادي الخاص وتنفيذ أساليب جديدة لإدارة الفروع. من جهته، أكد سفير ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي، السيد مارك سكوليل، أن إطلاق المرصد سيكون بناء على الدروس المستفادة من التجارب السابقة 1990-2010، التي تم القيام بها من طرف المعاهد التقنية تحت وصاية وزارة الفلاحة وبعض المنظمات المهنية وما بين المهن، مضيفا أنه من المنتظر أن يعمل المرصد على توفير أفضل القدرات البحثية لهيئات البحث، فضلا عن ضمان متابعة أفضل لديناميكية مختلف الفروع الفلاحية بما في ذلك الفروع ذات الأولوية وهي تلك المتعلقة بالحبوب، البقوليات الجافة، الحليب، البطاطا، زيت الزيتون والتمور.وأوضح ممثل الاتحاد -من جهة أخرى- أن مشروع التوأمة يهدف للسماح لمختلف مديريات الوزارة بالتدقيق في تقدم برامج التجديد الفلاحي والريفي والمساعدة على تحسين محتوى هذا البرنامج، تسهيل أعمال البحث والتحاليل التي قامت بها مختلف المعاهد من خلال توفير قاعدة بيانات مشتركة، مما يتيح أفضل شفافية للسوق بما في ذلك نشر المعلومات عن الأسعار والمساعدة وتسهيل صنع القرار العام في تنظيم الأسواق الفلاحية والغذائية. كما حيا سفيرا فرنسا وإيطاليا بالجزائر المشروع الجديد الذي جاء في الوقت الذي تعرف فيه العلاقات بين الجزائر وكل من وفرنسا وإيطاليا تطورا ملحوظا من خلال اللقاءات عالية المستوى التي انعقدت بالجزائر بمناسبة زيارة وفود هامة، واعتبرا المرصد الذي سيتعزز به قطاع الفلاحة بمثابة أداة هامة لتجسيد سياسة التجديد الفلاحي والريفي في الجزائر. وعلى المستوى التنظيمي، سيضم مرصد الفروع الفلاحية والصناعات الغذائية جميع الشركاء والفاعلين المعنيين بمسار إنتاج الإحصائيات الزراعية والصناعات الغذائية وبمشاركة العاملين في المجال العلمي والتقني بالمرصد في مختلف لجان ما بين المهن لمختلف الفروع الفلاحية والصناعات الغذائية ودعم هذه اللجان في مجال التحليل والخبرة.