افتتح قادة دول العالم الإسلامي، أمس، قمتهم ال 12 بالعاصمة المصرية القاهرة وسط أجواء خيمت عليها الأزمة الدامية المستمرة في سوريا منذ قرابة العامين والتدخل العسكري الفرنسي في مالي. وشهدت القمة في يومها الأول حضور العديد من قادة الدول الإسلامية ال 57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يأتي في مقدمتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والتركي عبد الله غول.وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية للرئيس محمد مرسي، الذي يترأس القمة، تلتها كلمة لرئيس السنغال، ماكي سال، بصفته رئيس القمة السابقة، دعا خلالها إلى دعم مالي التي قال إنها مهددة من قبل جماعات إرهابية ترتكب جرائم ضد الشعب المالي.ودعا الرئيس مرسي في كلمة الافتتاح كل أطياف المعارضة السورية إلى توحيد الصف من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة المستفحلة في بلادهم، وقال إن ”النظام السوري يجب أن يستخلص دروس التاريخ.. الشعوب هي التي تبقى” وأضاف ”الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على حساب شعوبهم ينتهون إلى الزوال”. وتأتي هذه الدعوة في وقت عرض فيه أحمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف المعارضة على دمشق الدخول في مفاوضات مباشرة لاحتواء الأزمة الدامية في البلاد. ومن المقرر أن تدعو القمة في بيانها الختامي إلى حوار جدي بين المعارضة السورية وممثلين عن الحكومة السورية يكونون مستعدين لإحداث تغيير سياسي وغير متورطين في عمليات القمع التي تشهدها البلاد. وإذا كانت أزمتا سوريا ومالي تتصدران أشغال القمة الإسلامية فإن مواضيع وملفات أخرى ستأخذ نصيبها خلال المناقشات، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وستبحث القمة على مدى يومين مشروع جدول الأعمال المرفوع إلى قادة منظمة التعاون الإسلامي من طرف وزراء الخارجية والذي يتضمن موضوعات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحالات النزاع في العالم الإسلامي، خاصة سبل وقف أعمال القتل والعنف في سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري. كما ستبحث القمة الوضع في مالي وسبل دعم جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد بما يمكن الحكومة الانتقالية من بسط سيادتها على كامل تراب جمهورية مالي ويحافظ على وحدتها وسيادتها ومن المقرر أن تصدر القمة توصية خاصة بذلك. وستبحث القمة أيضا ظاهرة ”الإسلاموفوبيا” وازدراء الأديان وما تتعرض له الأقليات المسلمة في العالم من اضطهاد على غرار أقلية الروهينجا المسلمة في بورما، إضافة إلى دعم جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومنع الرضوخ للإملاءات والابتزاز من طرف الإرهابيين ومواضيع أخرى تتعلق بالوضع الإنساني في الدول الإسلامية وتنمية التعاون المشترك بين دول المنظمة في كافة المجالات. وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قد قال في ختام أعمال الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية مساء أمس إن المناقشات سارت ”بشكل جيد وطبيعي” ولا توجد أية مشاكل، مشيرا إلى أن هناك تفاهمات بين الدول المشاركة وتوافقا كبيرا حول البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة الإسلامية.