استرجعت المجاهدات المشاركات في الندوة التاريخية حول ”مساهمة المرأة الريفية في ثورة التحرير المظفرة”، التي نظمت يوم الخميس بميلة بمبادرة من الجمعية الوطنية مشعل الشهيد، ذكريات سنوات الكفاح حيث أدلين بعفوية كبيرة برغم مما لحق الذاكرة من نسيان بفعل السنين، بشهادات حية وصادقة جسدت كفاح ومساهمة المرأة. ومن بين الشهادات تلك التي قدمتها المجاهدات خديجة بلقمبور والمجاهدتان دايخة ويمينة عن حياتهن في الكفاح إبان الثورة. وتحدثت المجاهدة خديجة بلقمبور التي كانت ضمن مجموعة من الثوار في محور الملية-سيدي معروف إلى منطقة بني هارون، عن الظروف الصعبة التي عشنها في مراكز جيش التحرير الوطني وعما ألحقه جنود جيش التحرير الوطني من خسائر في صفوف العدو الفرنسي وعن المعاناة في فصل الشتاء جراء الثلوج ونقص الغذاء في بعض الأحيان ما كان يضطرهم أحيانا إلى أكل العشب عند الجوع أو ارتداء لباس الموتى في حال البرد. ووصفت المجاهدة ذاتها بنات الريف اللواتي انخرطن في الثورة بأنهن كن بأخلاق النساء ولكن بمواقف الرجال الشجعان، مشيرة إلى أن عدد المجاهدات في الولاية التاريخية الثانية بلغ في المجموع زهاء 530 مجاهدة أغلبهن من النساء الريفيات. وفي مشهد جد مؤثر أبكى الحاضرين لم تتردد المجاهدة الحاجة دايخة من القرارم في ترديد أغنية معروفة بالجهة تتغنى بشهداء الجزائر الخالدين وبمعاناة الشعب من أجل استرجاع السيادة الوطنية والعزة والكرامة. فيما دعت الحاجة يمينة من فرجيوة، الحاضرين من الشباب إلى صون الجزائر والمحافظة عليها إذ أن استقلالها -كما أضافت- لم يأت اعتباطا وإنما كان نتاج تضحيات الرجال ودماء الشهداء. وبالمناسبة ألقى المجاهد محمد بن داس الأمين العام الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين محاضرة قيمة حول تاريخ ومساهمة المرأة الريفية بولاية ميلة في الثورة التحريرية المظفرة ضمنها نماذج حية عن نساء جبليات وريفيات قدمن أرواحهن قربانا على مذبح الحرية كمجاهدات رفضن حياة الذل الاستعمارية. ومن أكثر مواضع الإشادة بدور المرأة في الثورة عند الأستاذ بن داس مساهمة أزيد من 500 امرأة من ”خنساوات الجزائر” كما يسميهن على غرار المرحومة المجاهدة فطيمة خطابي من دوار أولاد القايم أم الشهداء السبعة أولهم الشهيد مغلاوي مسعود الذي سقط في 21 ديسمبر1954. وأحصى المحاضر أزيد من 50 شهيدة كانت تجاهد بالسلاح وبعضهن كتبت لهن الحياة ليشهدن الاستقلال مثل المجاهدة الزهرة بن ملة. وقد اندرجت هذه الندوة التي توجت بتكريم المجاهدات الثلاث في إطار الأسبوع الثقافي التاريخي الثالث عشر للجمعية في الفترة من 12 إلى 21 فيفري الجاري كما أوضحه رئيس الجمعية السيد محمد عباد.