دعا الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، السيد سعيد مقدم، أمس، إلى الإسراع في عقد قمة مغاربية في أقرب الآجال، للنظر في الاقتراحات المقدمة لتفعيل الاتحاد، فيما أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة والرئيس السابق للشعبة الجزائرية لمجلس الشورى المغاربي لدول اتحاد المغرب العربي، السيد ابراهيم بولحية، ضرورة العمل على تحيين المنظومة القانونية المغاربية وجعلها تواكب التطورات التي تعرفها المنطقة والعالم. وأوضح السيد سعيد مقدم، في محاضرة ألقاها بالمدرسة العليا للعلاقات السياسية بجامعة الجزائر3، بأن إعادة بعث وتفعيل اتحاد المغربي العربي، تستدعي إعادة النظر في بعض بنود معاهدة إنشاء هذا الاتحاد وإعادة هيكلته وتزويد مؤسساته بصلاحيات قانونية، تمكنها من اتخاذ القرارات، قائلا في هذا الصدد: "نحن مطالبون باستدراك التأخر المسجل في مسيرة الاتحاد لأن الوقت لا يرحم، لا سيما وأن التكتلات القائمة تتطلب الدخول كقوة اقتراح في المفاوضات مع التجمعات المماثلة". ودعا الأمين العام للمجلس الشورى المغاربي، إلى العمل على توحيد مختلف السياسات والمواقف، وكذا التنسيق مع الشركاء في الخارج وإعطاء الأولوية للجانب الاقتصادي، مذكرا، بالعمل غير المنقطع للجزائر ضمن هياكل الاتحاد، ومنها مشاركتها خلال السنة الماضية ضمن مجلس وزراء خارجية الاتحاد، الذي تدارس المسائل الأمنية قبل الحوادث التي وقعت على مستوى الساحل، وقضاياعديدة تتعلق بالأمن وأخرى بالدفاع عن المصالح المشتركة للمنطقة. من جانب آخر، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، والرئيس السابق للشعبة الجزائرية لمجلس الشورى المغاربي لدول اتحاد المغرب العربي، السيد ابراهيم بولحية، إلى ضرورة العمل على تحيين المنظومة القانونية المغاربية، وجعلها تواكب التطورات التي تعرفها المنطقة والعالم. وأشار، السيد بولحية في تصريح لوكالة الأنباء، بمناسبة مرور 24 سنة على إعلان تأسيس الاتحاد، إلى أنه أصبح لزاما على الدول المغاربية أن تقوم بتحيين المنظومة القانونية المغاربية من جديد، لمسايرة التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم في جميع المجالات، موضحا بأن بناء الاتحاد المغاربي أصبح في الوقت الراهن، خيارا استراتيجيا لشعوب المنطقة"لا مفر منه لمواجهة التكتلات الجهوية والدولية". وفي حين، أبرز المتحدث، أهمية مشاركة شعوب المنطقة في مسيرة بناء هذا الاتحاد، واعتبر أمل وتطلّع شعوب المنطقة إلى بناء هذا الصرح، أكبر إنجاز تحقّق منذ تأسيس هذا الاتحاد، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن الاتحاد المغاربي أنجز منذ تأسيسه 37 اتفاقية، تتعلق بمجالات التعاون بين الدول المغاربية في الاقتصاد والتجارة والمالية والثقافة، وذكرا بالمناسبة، بأن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي صادق برلمانها على هذه الاتفاقيات، فيما صادقت الدول الأخرى على 6 اتفاقيات فقط. وردا عن سؤال بشأن الركود الذي تعرفه مؤسسات الاتحاد -أوضح المتحدث- أن مؤسسات الاتحاد تعمل بصورة عادية، واجتماعات الاتحاد متواصلة باستمرار، مشيرا في هذا المجال، إلى أن اجتماعات قمة رئاسة الاتحاد هي المؤسسة الوحيد المعطلة منذ 1994. وبشأن ربط قضية الصحراء الغربية بمسألة عدم تحقيق بناء اتحاد المغرب العربي، ذكر السيد بولحية أنه"عند الإعلان عن تأسيس الاتحاد، كانت قضية الصحراء الغربية موجودة ولم تطرح كعقبة في وجه بناء هذا الاتحاد"، وأوضح في نفس السياق، أن هذه "القضية ليس لها أي دخل في عملية بناء صرح الاتحاد، وذلك باعتبار حلّها يتم وفقا للشرعية الدولية وفي إطار منظمة الأممالمتحدة". وخلص رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إلى أن التحولات الجذرية التي يعرفها العالم في الظرف الراهن، تتطلب استكمال مسار بناء الاتحاد وإعطاء دفع قوي لمؤسساته، مجددا التأكيد على أنّ بناء اتحاد المغرب العربي، من شأنه أن يحقق مصلحة المنطقة وشعوبها.