في إطار الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني المعبر عن لحمة ووحدة الشعب الجزائري التي قادته إلى التحرر من الاحتلال الاستيطاني، الذي عمل بكل ما يملك من مكر وخبث على تمزيق لحمة الشعب الواحد، ولم يستطع لذلك سبيلا، حيث كان له علماء وفقهاء وعقلاء هذه الأمة بالمرصاد، فأبطلوا مكائده ومؤامراته وساروا في صف واحد من أجل تحرير الوطن...اختتم منتدى الجابرية الرابع عشر ببلدية القرارة ولاية غرداية، التابع لأفواج الكشافة الإسلامية، والذي انعقد بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لختم الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض تفسير القرآن الكريم، وحضر أشغال افتتاحه واختتامه جمع من علماء المذهبين المالكي والأباضي. أجمع فقهاء وعلماء المذهبين المالكي والإباضي في اختتام الملتقى الذي احتضنه المبنى الجديد لمعهد الحياة بالقرارة، على عدم وجود فرق بين المذهبين وأنهما أمة واحدة يجمعهما القرآن الكريم والسنة المحمدية الشريفة. وقد أكد هذا التلاحم المذهبي بين المالكية والإباضية الشيخ عيسى الشيخ بلحاج عضو حلقة العزابة والشيخ محمد مصطفى مأمون القاسمي شيخ زاوية الهامل ببوسعادة، هذا الأخير الذي استرسل في أهمية العلم والمعارف وتنوعها، كما تطرق إلى دور وسائل الإعلام الحديثة التي لا يمكنها أن تفيد في أخذ المعارف إن لم تعتمد على الأصل، وهو أخذ العلم من أفواه العلماء والأسانيد الصحاح، باعتبار القرآن هو الميزان الصحيح الذي ينير لنا الطريق عندما لا نجد نورا للخروج من الظلام. كما ذكّر الشيخ القاسمي أن عز الأمة بعز الإسلام، والعزة الكاملة والشاملة عندما تعتمد على القرآن الكريم، لأنها بدون عزة القرآن، الإسلام لا يساوي شيئا. مؤكدا أن الجيل الذي يتسلح بالإيمان والعلم، هو ذاك الجيل الذي يلتزم بالاعتدال، لأن الإسلام يدعو إلى الوسطية ويحذر من الغلو والتعصب. مذكّرا في ذات السياق، بأن الذين يعتقدون أن العبادة تتمثل في الصلاة والصوم والأشياء الظاهرية، مخطئون ويجهلون بذلك الجوهر والأساس في الإسلام. ودعا الشيخ القاسمي إلى التقريب بين المذاهب، لأنه ليس هناك ما يفرقها إلا تلك التيارات التي تجلب الفتن للأمة الإسلامية والتي لم نجن منها إلا التفرقة. ومن جانبه، أكدّ الشيخ بالحاج بكير بن محمد عضو حلقة العزابة، في حفل الاختتام، أن هذا الملتقى جمع بين المذهبين الإباضي والمالكي، وذكّر الشيخ أن التيارات التي تفتن بين الناس وبين الأمة تكون بهذا تجاوزت حدا من حدود الله. كما دعا الشيخ بالحاج بكير، إلى عدم تضييع الوقت بين التيارات والمذاهب في هذا صحيح وهذا خاطئ، لأن هذه الأمة كما أكدّ ذلك الماشيخ في ملتقانا هذا، أنه لا فرق بين الإباضي والمالكي، بل هم كالجسد الواحد، يجمعهم شيء واحد هو القرآن والسنة. أما الشيخ السايح مسقم من منطقة القرارة، فقد أكدّ من جانبه أن أكبر عبادة هي المصالحة والتعليم والتربية، لأن العبادة لا تتمثل في الصلاة وحدها، فكلنا إخوة يجمعنا الإسلام، لأن المنابر والمساجد هي مشفى الأرواح تعالج فيها قضايا المجتمع، لأن للمنبر دورا هاما وكبيرا في نشر المحبة والأخوة والعدل والسلام بين الناس. كما أكدّ المتدخلون في هذا الملتقى، أنّه لا فرق بين المذهبين و أن الفتن التي تقع لا علاقة لها بالمذاهب، وأن الاختلاف رحمة، لأن الصحابة اختلفوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتبروا أن الغلو ينشب مخالبه الكثيرة من خلال وسائل الإعلام. وأعطيت كلمة اختتام الملتقى إلى فضيلة الشيخ مأمون القاسمي، اتهم فيها الإعلام الذي يهدم ولا يبني في اغلب الأحيان، داعيا إلى تخصيص قنوات للعلماء لتعبر وتدافع عن الإسلام بأوجهه الصحيحة، وتبين الحق من الغي. مذكرا بأن وسائل الإعلام بما لها من ضرورة، فإن لها خطورة، خاصة فيما تنقله من أحداث دون ترو واستبيان. وللتذكير، فإن اختتام فعاليات منتدى الجابرية، تميز بالإنشاد الديني للفرقة الإنشادية من قبل المنشدين محمد بوسعدة وبكير فخار.