تعقد الهيئة التقنية الوطنية للتجمع الوطني الديمقراطي، يوم السبت المقبل، اجتماعا لتحديد موعد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، وتشكيل اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر الرابع، في وقت دعا فيه الأمين العام بالنيابة السيد عبد القادر بن صالح نواب ”الأرندي” في الغرفتين، إلى الحفاظ على الانسجام والتماسك أثناء مناقشتهم لمشاريع القوانين المبرمجة في الدورة الربيعية للبرلمان. فخلال اجتماع تنسيقي عقده أول أمس بمقر الحزب بالعاصمة مع برلمانيي التجمع، أكد السيد بن صالح على أولوية انسجام الموقف وضرورة استمرارية تماسك أعضاء الحزب في البرلمان، مشيرا إلى أن هذا الانسجام ينبغي أن تعكسه مشاريع القوانين المبرمجة لدورة الربيع البرلمانية لسنة 2013”. وحسب بيان الحزب، فقد أبرز السيد بن صالح بالمناسبة، المسؤولية الملقاة على عاتق نواب المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس الأمة المنتمين للحزب، والذين عبروا باستمرار من خلال مواقفهم وآرائهم على التزامهم بخيارات الحزب وتوجهاته، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا المصيرية الهامة والملفات الوطنية الكبرى. مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه من بين أبرز هذه الملفات، الإصلاحات السياسية وسلسلة القوانين والتشريعات التي انبثقت عنها وصادق عليها البرلمان في دورات سابقة، وتمت ترجمتها عبر الاستحقاقات الوطنية الناجحة التي شهدتها الجزائر خلال السنة الماضية. من جهة أخرى، اعتبر السيد بن صالح، أنّ الإطار العام لتوجهات الحزب، تكرسه في الميدان القناعة العميقة لإطاراته ومناضليه بالمبادئ والأدبيات التي ينبني عليها برنامج التجمع، ويترجمه منتخبو الشعب في رحاب البرلمان، بمواقفهم الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية، مؤكدا بأن ”خارطة الطريق هذه لا تمنع برلمانيي الحزب من لفت الانتباه إلى النقائص المسجلة.. كما أن الإطار العام نفسه لا يتعارض مع النقد المؤسس الوجيه بمقتضى الدستور الذي يخول المؤسسة التشريعية الاضطلاع بمهمة الرقابة والمساءلة”. ودعا الأمين العام بالنيابة للأرندي، كتلتي الحزب في مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، إلى تكثيف اللقاءات وترقية التواصل فيما بينهم وبين منتخبيهم، وتوسيع فضاءات الحوار والتشاور لتشمل على مستوى الولايات مناضلي الهياكل القاعدية للحزب، والانطلاق في مرحلة جديدة لتعزيز مكانة التجمع على الساحة السياسية الوطنية. كما جدد دعم الحزب الكامل لبرنامج رئيس الجمهورية والإصلاحات التي جاء بها، منوها بالوعي الذي تحلى به إطارات ومناضلو الحزب”خلال المرحلة الصعبة التي تم فيها تغليب مصلحة الحزب على أي اعتبارات أخرى”. وأشار بيان الحزب، إلى أن النقاش العام الذي تخلل هذا الاجتماع التنسيقي، أبرز حرص برلمانيي التجمع على وحدة الموقف والعمل على التواجد في الميدان بصفة متواصلة، مع التصميم على الإصغاء الدائم لانشغالات المنتخبين وتطلعاتهم بالعمل ضمن الأطر القانونية ونقلها بصدق وأمانة للسلطات العمومية مركزيا ومحليا، للمساهمة في التكفل بها. من جانب آخر، أعلنت المكلفة بالإعلام والناطقة الرسمية للتجمع الوطني الديمقراطي، السيدة نوارة جعفر، أن الهيئة التقنية الوطنية التي نصبها الحزب قبل أيام، تجتمع السبت المقبل لتحديد موعد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، مبرزة في تصريح لوكالة الأنباء ”الأهمية البالغة” التي تكتسيها هذه الدورة، كونها ستعكف أيضا على تشكيل اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر الرابع للحزب. وحسب المتحدثة، سيقدم كل عضو من أعضاء الهيئة التقنية خلال اجتماع السبت المقبل، برنامج عمل حول المهام التي كلف بها، وعلى ضوء كل ذلك، سيتم تحديد تاريخ لدورة استثنائية للمجلس الوطني. وكانت الهيئة التقنية الوطنية للتجمع قد اجتمعت خلال الأسبوع الفارط، وقامت باعتماد توزيع المهام على أعضائها العشر، علما بأن هذه الهيئة منبثقة عن الاجتماع السابع للمجلس الوطني في دورة17جانفي الماضي. وعن أوضاع الحزب بعد استقالة الأمين العام، السيد أحمد أويحي، أكدت السيدة جعفر، أنّ التجمع تجاوز مرحلة التفرقة، وذلك بعد تسوية أهم المشاكل والاختلافات التي كانت بين المناضلين. وأوضحت في هذا الصدد، أن هناك توازن في تشكيلة الهيئة التقنية الوطنية، وأنّ أمور الحزب تسير بشكل طبيعي وفي جو هادئ، مقدرة رغم ذلك بأن هذا الجو ”بحاجة إلى صفاء أكثر”. كما عبرت الناطقة الرسمية للأرندي عن تفاؤلها بمستقبل الحزب، بفضل وجود وعي بضرورة جمع الصفوف والتجند لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، وشددت في سياق متصل، على أهمية الحوار والنقاش والتواصل بين مختلف الآراء ”لأن القطيعة لا تفيد وليست في صالح أي أحد”، على حد تعبيرها.