سطرّت ”مؤسسة مولود فرعون للثقافة والتربية، برنامجا ثقافيا وفنيا طيلة سنة 2013 بمناسبة مئوية ميلاد الكاتب الجزائري مولود فرعون، وفي هذا السياق تنظم رفقة جمعية مولود فرعون لتيزي هيبل أياما دراسية وثقافية في الفترة الممتدة من 15إلى 18مارس الجاري بدار الثقافة ”مولود معمري” بتيزي وزو. وفي هذا الإطار، ينظم اليوم السبت، يوم دراسي حول موضوع” التزام مولود فرعون بالثورة..الأرض والدم، رواية ثورية” بالمسرح الصغير، حيث سيتم إلقاء محاضرة متبوعة بنقاش حول عمل فرعون الكبير ”الأرض والدم” من تقديم السيدة جوهر أمحيس، أما في قاعة الحفلات فسيتم عرض الفيلم الوثائقي ”مولود فرعون” من إخراج علي موزاوي، في حين سيحتضن المسرح الجهوي ”كاتب ياسين”، العرض الأول لمسرحية ”الأرض والدم” من إنتاج المسرح الجهوي ”كاتب ياسين” لتيزي وزو. أمّا يوم 17مارس، فسيحتضن المسرح الصغير محاضرة متبوعة بنقاش حول أعمال مولود فرعون من تقديم السيد سام، تعقبها عرض فيلم وثائقي حول هذه الشخصية الفذة من إخراج التلفزيون الجزائري، بينما سيحتضن نفس الفضاء يوم 18مارس قراءة لقصص مولود فرعون للأطفال يتبعها عرض شهادات حول مولود فرعون من إنتاج ”سيال” لتيزي وزو. بالمقابل، خصّصت ”مؤسسة مولود فرعون للثقافة والتربية”، برنامجا سنويا حول مولود فرعون، وفي هذا السياق، سيتم يوم 21مارس بقصر الثقافة ”مفدي زكريا” بالعاصمة تقديم كتب مولود فرعون التي أعيد نشرها وكذا المجلة الأدبية ”فورولو”، أما يوم 16أفريل، فسيتم تنظيم جولة وطنية للمحاضر جوزي لينزيني الذي سيقدم كتابه ”مولود فرعون أو سوء الفهم” عن دار نشر ”أكت سود ”و”البرزخ”. أما يوم 18ماي، فسيتم تنظيم جولة وطنية لمسرحية ”عكس الحب” مقتبسة عن مذكرات مولود فرعون، من طرف فرقة ”لي باسور دوميموار” (عابري الذاكرة) من ليون بفرنسا، ومن جهته ينظم ”نادي فورولو”، مهرجان الإبداع الأدبي والفني يوم 22جوان، في حين وبمناسبة الدخول الاجتماعي (سبتمبر)، سيتم عرض مسرحية حول حوار خيالي بين مولود فرعون وألبار كامو، عن نص جوزي لنزيني، بينما يقوم مسرح غرابوج لليون وصالح قاوة بجولة فنية بعنوان ”قراءة جسر” لابن الفقير.للإشارة، ولد الكاتب الجزائري مولود فرعون يوم 8مارس1913 بقرية تيزي هيبل (بلدية آيت محمود)، وتوفي مستشهدا برصاصات المنظمة العسكرية السرية يوم 15مارس 1962، ويعتبر الكاتب الجزائري الأكثر مقروئية في العالم، درس المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه تيزي هيبل، ثم واصل دراسته بتيزي وزو فالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة سنة 1932 ليتحصل على شهادة عليا وشهادة الكفاءة التربوية.والتحق مولود فرعون بحقل التعليم سنة 1935 بتاوريت أدان، ثم شغل منصب مدير مدرسة في قرى عديدة وبعدها عمل من 1952إلى1957، مدير الدروس التكميلية بالأربعاء ناث إيراثن، أما في الفترة الممتدة من 1957الى 1959 فاشتغل مدير مدرسة حي نادور والمدنية، ليتحول إلى مفتش التعليم الفلاحي سنة 1959، بعدها توظف كمفتش بالمراكز الاجتماعية التربوية، ليستشهد في 15مارس 1962 مع خمس من زملائه على أيدي عناصر من المنظمة العسكرية السرية الإجرامية. وكتب مولود فرعون عدة كتب لها علاقة بمسيرته التربوية (فريق كرة القدم والمنزل الريفي والسينما التربوية والمكتبات المتنقلة وغيرها)، لينطلق في المسيرة الأدبية ابتداء من سنة 1939بكتابته لرواية ”ابن الفقير” التي تحصل بها على عدة جوائز، مثل الجائزة الأدبية لمدينة الجزائر وجائزة الرواية الشعبية بباريس وجائزة أحسن كتاب للشباب بألمانيا وجائزة الحارس الشاب بموسكو وغيرها، كما كتب مذكرات عن الحرب التحريرية ابتداء من سنة 1955 ونشرت سنة 1962، كما تعاون في بداية الثورة مع العقيد سي ناصر قائد الولاية الثالثة وبعدها عضو في الحكومة الجزائرية المؤقتة، وظلّ على اتصال به خلال الثورة. وكتب مولود فرعون علاوة على كتابه ”ابن الفقير” رواية ”الأرض والدم” التي نال بها جائزة الرواية الشعبية بباريس سنة 1954، وكذا كتب أخرى وهي ”أيام القبائل”التي سيتم ترجمته إلى اللغة العربية في ماي 2013 و«المسارات التي ترتفع”ترجم إلى اللغة العربية سنة 1969 و«أشعار سي محند” و«مذكرة1955/1962” ترجمت إلى العربية سنة 1963 و«رسائل إلى أصدقائي” و«الميلاد” و«مدينة الورود”، كما شارك مولود فرعون في كتابة العديد من الكتب الدراسية علاوة على قصص للأطفال نشرت في مجلات مختلفة. للإشارة، حدد تاريخ جوان 2013 لإصدار جميع ترجمات كتب مولود فرعون إلى اللغة العربية، كما ترجم كتابيّ”ابن الفقير” و«أيام القبائل” إلى اللغة الأمازيغية حين تم اقتباس ”الأرض والدم” إلى مسرحية باللغتين العربية والأمازيغية.