تحتفي ولايتي تيزي وزو و العاصمة ،ابتداء من 12 مارس الجاري ،بانجازات الروائي الجزائري الكبير مولود فرعون ،بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاد مبدع » ابن الفقير«،حيث سطر برنامجا خاصا يشمل يوما دراسيا خصص لأعماله بالمدرسة العليا للأساتذة لبوزريعة ،بينما سيتم الترحم على روحه بتيزي هيبل يوم 15 مارس و هو يوم اغتيال فرعون من قبل المنظمة المسلحة السرية سنة .1962 تتواصل الاحتفالية التي ستتذكر الروائي مولود فرعون إلى غاية 18 مارس ، تاتي بمبادرة من المؤسسة التي تحمل اسمه و يترأسها نجله ، وستكون الانطلاقة من المدرسة العليا للأساتذة لبوزريعة بالعاصمة يوم 12 مارس من خلال اليوم الدراسي الذي سيتناول أعمال الروائي ،بينما سيتم الترحم على روحه بتيزي هيبل بيزي وزو يوم 15 مارس و هو يوم اغتيال فرعون من قبل المنظمة المسلحة السرية سنة .1962 كما سيعرض المسرح الجهوي لكاتب ياسين بتيزي وزو ظهيرة نفس اليوم »الأرض و الدم« و هي مسرحية مقتبسة من الرواية الشهيرة لمولود فرعون من قبل محمد زماش و من إخراج حامة ملياني. وستحتضن دار الثقافة لتيزي وزو إلى غاية 18 مارس معرضا للصور و كذا ندوات حول سيرة الكاتب و مشواره الأدبي. ستنظم الجمعية الثقافية »الكلمة« تكريما مخصص للكاتب ،يوم 16 مارس، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالجزائر بينما ،ستخصص مكتبة »مولود فرعون« بالعاصمة يوم 18 مارس، يوما دراسيا حول أعمال الكاتب بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده.و سيحتضن قصر الثقافة معرضا و ندوة مخصصين لمولود فرعون. وحسب مؤسسة فرعون فانه سيتم تنظيم عروض لمونولوج »عكس الحب« المقتبس من روايته »جورنال« »يوميات« مولود فرعون و من إخراج الفرنسي دومينيك لورسال في حوالي عشرة مدن جزائرية ابتداء من ماي المقبل. الجدير بالذكر أن الروائي الكبير مولود فرعون صاحب الرواية المشهورة»ابن الفقير« من مواليد 18 مارس 1913, تربى بين أحضان عائلة فقيرة في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزو، التحق بالمدرسة الابتدائية في سن سبع السنوات بقرية تاوريرت و ككل القرى المعدومة اعتاد ابن الفقيرعلى قطع مسافة طويلة بين المنزل و المدرسة مشيا على الأقدام في ظروف جد صعبة. تميز مولود فرعون بالكفاح و التحدي و الإصرار، بين مطرقة الاستعمار وسندان الفقر جاد عليه هذا الصراع بثمار ينعة مكنته من الضفر بمنحة دراسية للثانوي بولاية بتيزي وزو، ثم فاز بمسابقة الدخول للمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة بالجزائر العاصمة. عاش الروائي حياة محفوفة بالصعاب لكن عزيمته و إصراره على المقاومة كلل طريقه بالنجاحات ، فتمكن رغم وضعه ، من التخرج من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة ليعود إلى قريته تيزي هيبل سنة 1935 أين عين مدرساً ، ثم تزوج وأنجب سبعة أطفال. شاءت الأقدار بعدها ان تحتضن مدرسة »تاوريرت« مرة أخرى ابنها الذي ترعرع فكره بين جدرانها ليصبح مدرسا بها سنة 1946 ، فمديرا للدروس المكملة بالأربعاء ناث إيراثن سنة .1952 .بدأ مولود فرعون أولى رواياته المتعلقة بسيرته الذاتية »بن الفقير « سنة 1939 ،التي لم يتمكن من طبعها إلا سنة 1950 على حسابه الخاص ، وبقي حتى سنة 1954 حيث تمكن من نشر طبعة منقحة ل 70 صفحة متعلقة بفترة مدرسة المعلمين ببوزريعة لدار النشر» لوسوي« الفرنسية في سنة 1951 . وذكر مولود فرعون في مراسلات مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامي ، حيث أتم في 15 جويلية »الأرض والدم «التي حاز بفضلها سنة 1953 على جائزة الرواية الشعبية . ومن أهم أعماله: رواية »ابن الفقير«،» الأرض والدم«، »أيام قبائلية«،» الدروب الوعرة«،»أشعار سي امحند أومحند«،»رسائل إلى الأصدقاء«?» عيد الميلاد«، »مدينة الورود« وغيرها من الأعمال التي مازالت تخلد ذكرى من أثمرت فيهم المعيشة الصعبة فجعلت منهم عمالقة زمانهم و زماننا. ترجمت أعمال مولود فرعون إلى عدة لغات منها العربية، الألمانية، الروسية وغيرها. وحين عين الروائي مفتشا للمراكز الاجتماعية التي أنشئت بمبادرة من الباحثة جيرمان تيون بشاطو رويال سنة 1960 ببن عكنون ،أين اغتيل على يد المنظمة الإرهابية أواس في 15 مارس 1962 مع خمسة من رفقائه »علي حموتان و صالح ولد عودية و مارسال باسي و روبير ايمار و ماكس مارشان« و هم رؤساء مراكز اجتماعية تربوية و ذلك خمسة أيام قبل تطبيق وقف إطلاق النار و قبل أشهر من استقلال الجزائر.